قصة حقيقية | منتديات الدراسة الجزائرية

قصة حقيقية

أن من المصائب التي عرقلت تقدمنا وتطورنا هو الجهل والسير خلف قواعد ومسلمات لم يكن لها أساس من الصحة لذا كان أول أية نزلت من القران هي إقرا والإسلام رفع من مكانة العلم والعلماء لأنهم نور يضيؤن للناس ظلمات الجهل ودليل لما هو خير في الدنيا والآخرة وأنا ضحية الجهل والسير خلف تلك القواعد التي تهمش وتشكك في فائدة وجدوى الطب النفسي وعلم النفس
وقصتي أنني ابلغ من العمر 30سنة وقبل 10سنوات بدأت علي مظاهر تغير من ذلك هم وغم وضيقة في الصدر مما أثر على علاقتي مع أصحابي فكل من رأني اشمئز منى ومن وجهي الذي دائما معبس فالقريب مني يسألني لماذا أنت ضايق صدرك والبعيد يشمئز مني ويهاب سؤالي ومع هذا الأمر شعرت بتجمد وتبلد إحساس فلا أشعر بفرح وسعادة كنت أجدها في بعض الأمور فلقد كنت ممن يحب السفر والسياحة ولكني بعد هذا الأمر لم اعد أجد المتعة فقلبي كأنه حجر وأما إذا سمعت خبراً محزناً فكأنه يجتمع في صدري ولايخرج فيسبب لي من الهم ما هو مضاعف عنه في الحالات الأخرى فكنت على هذه الحال لمدة أربع سنوات مما اثر على دراستي الجامعية وعلى علاقتي مع الناس وكنت أفسر هذه التغير والهم سببه الذنوب وبعد هذه المدة فكرت بالزواج وقلت لعله يكون الفرج لي فخطبت ولم أري ما يذكرونه الناس من سعادة أيام الخطوبة وقلت لعله يكون في الزواج وتزوجت ولم يتغير من أمري شي بل زاد الأمر ودخلت حياتي الزوجية في منعطف خطير فزوجتي لم ترى أمامها إنسان صاحب إحساس ومشاعر بل رأت إنسان جاف ويحمل في صدره حجر أصم تأزم الأمر عندي حتى أنها ضاقت علي الأرض بما رحبت وضقت في نفسي حتى أني من شدة الهم اسقط طريح الفراش ولكن لاعلة واضحة أخرج وأركب السيارة و أهيم على وجهي ولا أدري أين أذهب وإذا جلست مع الناس أتصور سعادة الناس مع أهليهم وزوجاتهم وإخوانهم وأما أنا فمحروم منها وكنت أتألم عند الصلاة آلم شديد فالصلاة أصبحت عندي معاناة فنصحني أحد الاخوة لما فاتحته بالأمر أن ابحث من يقرأ علي فذهبت إلى أحد القراء فقال بعد أن قرأ علي فيك عين ولكن لم يتغير في أمري شي وبينما أنا على هذه الحالة التي لايعلم بها ألا الله إذا بي ابعث خارج المنطقة لمدة سنة ونصف السنة فلما خرجت من المنطقة أحسست بتحسن ولما رجعت بعد البعثة رجع الأمر كما كان ثم بعد ذلك مرضت مرض شديد بعد الحج وظهر عندي قولون عصبي ودخلت في متاهات وشعور غريب من حيث توهم المرض وخاصة السرطان لكثرة انتشاره فإذا سمعت أتحد يتكلم عن السرطان أتنكد ليلتي كلها وكنت أتوقع الموت في كل لحظة حتى إذا رأيت ابني يبكي تألمت لأنني أشعر أني سوف أموت واتركه وإذا اجتمعنا مع الأهل والأخوات وكانت الجلسة جميلة يأتيني شعور غريب فأتصور لومات أحد رجال أخواتي وبدأت علي أعراض غريبة منها آلم في الرقبة حيث اضطر أن أحرك رقبتي باستمرار مما لفت نظر كثير من الناس وألم مستمر في صدري وبالتحديد الجهة اليسرى مما جعلني أشك أني مريض بالقلب وهذا الألم مستمر حتى أنه أصبح يقطع كل سعادة وانبساط فربما كانت جلسة جميلة مع الزملاء والأصدقاء فأشعر أحيانن ببعض الانبساط ولكن ما أذكر هذ ا الألم في قلبي ألا ويرجع الهم والغم وأيضاً تولد عندي كسل وضعف في قواي ونسيان وتغير في ذاكرتي حتى نومي لم يكن طبيعي فكثير ما أفزع وأنا نائم ولم يكن للنوم طعم لشعور غريب يسبق قبل النوم وإذا أردت أن اعمل شي أشعر كأنني أتحرك في وسط طين وكنت على هذه الحال وكنت أفسر هذه الأمور بسبب القولون العصبي وبعد اطلاع وقرأت في المجلات سمعت عن الاكتئاب وانه مرض نفسي ورأيت كثير من أوصاف المرض عندي ولكني لم أكن مقتنع بالطبيب النفسي وذات مرة اتصلت على أحد الأطباء وسألته هل الاكتئاب له علاقة بالقولون العصبي فأجاب نعم ثم أغلقت الهاتف واستمرت على هذه الحالة التي لا يعلم بها ألا الله ثم بعد ذلك كتبت رسالة إلى أحد الأطباء وأرسلتها بالفاكس وما علمت ألا والمركز الذي فيه الطبيب يتصل علي ويقول أن الطبيب يقول لابد من أن يأتي إلي ففرحت وفي نفس الوقت تهيبت من الأمر ومن العيادة النفسية فحجزت موعد ثم تركته ثم حجزت موعد ثم تركته ثم حجزت موعد ثم تركته كل


ذلك هيبة وعدم قناعة في العيادة النفسية ثم بعد ذلك حجزت موعد وذهبت إلية وجلست معه وذكرت له قصتي كاملة فقال عندك اكتئاب وصرف لي العلاج واشتريت العلاج ولكني لم آخذ العلاج هيبة من الدواء النفسي وبعد مرور سنة كاملة وأنا على هذا الوضع صدفة ذكر أحد الاخوة الطبيب محمد الخاني بمستوصف الشريف بالرياض طريق الملك فهد وأثنى عليه جداً فاتصلت عليه وحجزت موعد عنده يوم الثلاثاء عصراً انتظار لأنه كان مسافر الفترة الصباحية ولا يوجد حجز مؤكد لكثرة المواعيد ومع ذلك لطف الله بي جعلني اذهب ولما وصلت الرياض حوالي الساعة العاشرة صباحا وكان الموعد بعد العشاء قلت اتصل لعلي أو كد الموعد فلما اتصلت قالوا الدكتور قدم من السفر مبكراً وليس عنده أحد وكنت اعرف أن الكشف بقيمة 200ريال فذهبت مسرعاً إلى العيادة ولما دخلت وأردت أن افتح ملف قالوا السعر 250ريال فخفت من عدم توفر المبلغ فأخرجت المحفظة وأخرجت النقود ووجدت 200ريال وبقية وعددتها وأنا خائف من أنها لاتكمل المبلغ فلوقت قصير وليس معي بطاقة بنكية وبدأت العد وإذا هي عشرون ثم عشرة ثم عشرة ثم خمسة والباقي ريالات واعدها وقلبي خائف أن تفوت هذه الفرصة علي ثم بدأت أعد الريالات واحد واثنان وثلاثة وأربعة ثم خمسة فحمدت الله على تكملة المبلغ ثم شعرت بالتفاؤل الذي إن شاء الله سيهي معاناتي الطويلة وكل موظف أمر عليه يقول حظك طيب الدكتور ليس عند ه مواعيد ثم صعدت إلى الدكتور وقالوا انتظر وانتظرت وأنا مابين خوف وهيبة وتفاؤل كلها اجتمعت فكنت كثير ما اسأل الموضف متى ادخل على الدكتور فيقول انتظر ثم جلست وبعد قليل جاء الموظف وقال تفضل إلى العيادة ودخلت على الدكتور وجلست عنده وكان استقباله لي جيد ومعاملته طيبة جداَ مما زاد عندي التفاؤل فقلت له يادكتور إني متفائل جدا فحيا بي ورحب ثم أجلسني وأنا في شعور غريب ثم قال ما عندك فذكرت له الموضوع كاملاً وكنت متوقع إن مشكلتي مصتعصية جدا ولكني وأنا أتكلم لم أرى عليه أي علامة للتعجب وكأن الأمر عادي أكملت قصتي وهو يكتب ولما انتهيت قال عند ك اكتئاب مزمن وتوتر وصرف لي العلاج واخبرني أن مع العلاج بعض الأمور لاهتم بها فهي طبيعية وطلبت منه رقم الجوال فرحب في ذلك أخذت منه الرقم وكنت متوقع خلاف ذلك لكن لطيب معشره وحسن خلقه جعله يعطيني الرقم خرجت من عنده وأخذت العلاج من الصيدلية ومن الغد تناولت العلاج وبعد مدة ظهرت نعمة الله عليّ أحسست أنني شخص آخر وبدأت الحياة تسير في عروقي وكنت كمن مكث في سجن مظلم مقيد اليدين والقدمين مدة طويلة وإذا به يفك عنه قيد يديه وقدميه فلا يصدق نفسه وهو يحرك يديه وقدميه ثم يخرج من ظلام السجن ثم نور الحياة ثم يفك أسره من السجن فلا فهو من حسن الى أحسن لا تكاد توصف حاله ولا يكاد يصدق نفسه وكل ما ذكر ماضيه اكثر من الدعاء لمن كان السبب في سعادته المهم أنه أسفر وجهي وتحسنت حالي واصبح للنوم طعم وللزيارة والرحلة شكل آخر كل ذلك من لطف الله بي حيث خصني بفضل عظيم من عنده فاللهم لك الحمد والشكر على نعمة الصحة والعافية ثم فكرت كثيراً فقلت عشر سنوات من المعاناة يكون حلها بريالات معدودة لأجل ذلك قلت اكتب قصتي ومعانتي لكل الناس حتى لايكونو ضحية الجهل
وأخيرا اكتب هذا الكلام أولا تبصرة لكل واحد له نظرة بالطب النفسي (لا أعني في ذلك عموم الأطباء ولكني لاأنصح بمراجعة أي طبيب وإنما أخص الأطباء المشهورين والمعروفين ) من حيث عدم جدواه وكل إنسان قد أجر عقله لغيره واصبح يسير في متاهات وطرق ليس لها نهاية
وثانياً لكل طبيب نفسي أن يساهم بالتعريف بالطب النفسي وحاجة الناس أليه ومحاولة تغيير فكرتهم وذلك من خلال اللقاآت والمحاضرات المكثفة من خلال أسبوع ثقافي عن دور الطب النفسي وحاجة الناس إلية وكذلك تكثيف المشاركة في الإذاعة والتلفاز كما إني لا أنسى أن اغبط كل طبيب على الخير الذي هم فيه ولا أنسى أن اذكرهم بالاحتساب والإخلاص وابتغاء وجه الله وفي الختام لا أملك إلا أن ادعوا للطبيب محمد الخاني كل ما تذكرت المعاناة وكل ما شعرت بالسعادة أن يجزيه عني خير الجزاء وان يكتب له التوفيق وان يبارك له في ماله وأولاده وان ينفع به إنه على كل شي قدير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
والله يا أختي جميلة القصة رائعة جدا وطويلة جدا لكن إستمتعت بقراءتها كثيرا والإنسان عليه أن يتسبب بالاسباب حتى يعينه رب العالمين.بوركت أختي جميلة.
 
عودة
أعلى