عمي حنتش
عضو موقوف
ما أعظم فضل الله علينا !
عبدالله بن حمود الفريح
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد , , ,
لعلك تتأمل أخي المبارك أنه لايهم كثيراً أن ننشغل عن بعض الناس لاسيما من كانت تربطنا بهم علاقة ليست عميقة , ولربما انشغلت عن أناس بينك وبينهم علاقة حميمة وتناسيتهم ولم تعد ذلك عائقاً كبيراً في حياتك اليوم لاسيما مع كثرة الانشغال في متطلبات الحياة اليوم التي لربما لا نستطيع اللحاق على كثير منها بعدما نتمنى أكثرها , ولربما اعتذرت لذلك الشخص الحميم عليك وقلت له بلسان المتأسف المعترف له بالفضل : اعذرني أخي المبارك والله إن لك مقداراً ومعزة ولكنك تعلم ما نحن فيه من المشاغل في هذه الحياة المليئة بمثل هذا , ولربما كشفت له شيئاً من أسرارك ليكون عذرك أكثر قبولاً , ولربما انشغلنا عن أشياء هي أهم من هذا بكثير , ولعلك تسائل نفسك ما هو أهم شيء انشغلت عنه في الحياة الدنيا , ربما تتنوع الإجابة لكن في ظني أن كل مسلم موحد سيصب إجابة في ذلك الوعاء الذي ربما تتحد الإجابات في مظمونها , ألا وهو القلب تلك المضغة التي علَّق النبي صلى الله عليه وسلم صلاح الجسد بها ولربما عندك أخي المبارك الشيء الكثير الذي تعرف بها فساد القلب , فما رأيك أن أقترح عليك برحلة استجمامية لقلبك تنفعه كثيراً وتعتذر فيها من خالقك لتقبل بتوبة صادقة مع هذا العمل اليسير , فتأمل هذا الفضل العظيم :
عن حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ـ رضي الله عنه ـ دَعَا بوَضُوءٍ. فَتَوَضَّأَ.فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ. ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذٰلِكَ. ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذٰلِكَ. ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هٰذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هٰذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه .
تعليق :
حديث عثمان رضي الله عنه في آخره بيان فضيلة صلاة الركعتين , والثواب المترتب عليهما يناله المسلم بأمرين :
الأول : أن يتوضأ على الصفة المذكورة في الحديث بما فيها غسل الأعضاء ثلاثاً .
الثاني : صلاة الركعتين بعد الوضوء مشروطة بألا يحِّدث فيهما نفسه ، والفضل المترتب هو مغفرة ما تقدم من الذنوب ، وفي السنة فضل آخر لمن فعل ذلك في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وهو وجوب الجنة فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايْة الأبل. فَجَاءَتْ نَوْبَتِي. فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيَ. فَأَدْرَكْتُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمَاً يُحَدِّثُ النَّاسَ. فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ. ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبه وَوَجْهِهِ. أَلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رواه مسلم , فهذا عمل جمع بين مغفرة الذنوب ووجوب الجنة !!
فما أعظم فضل الله علينا وما أوسع تفريطنا في مثل هذه السنن والله المستعان.
ـ قوله : ( لا يُحَدِّث فيهما نفسه ) أي لا يفكر بشيء خارج صلاته وإنما مقبل على صلاته بوجهه وقلبه ، والمراد بـ( لا يحدث ) هو ما يسترسل معه الإنسان في صلاته مع إمكانه قطعه ودفعه وأما ما يهجم على النفس ويتعذر دفعه فهذا معفو عنه لأنه ليس في مقدور الإنسان ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها.
عبدالله بن حمود الفريح
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ثم أما بعد , , ,
لعلك تتأمل أخي المبارك أنه لايهم كثيراً أن ننشغل عن بعض الناس لاسيما من كانت تربطنا بهم علاقة ليست عميقة , ولربما انشغلت عن أناس بينك وبينهم علاقة حميمة وتناسيتهم ولم تعد ذلك عائقاً كبيراً في حياتك اليوم لاسيما مع كثرة الانشغال في متطلبات الحياة اليوم التي لربما لا نستطيع اللحاق على كثير منها بعدما نتمنى أكثرها , ولربما اعتذرت لذلك الشخص الحميم عليك وقلت له بلسان المتأسف المعترف له بالفضل : اعذرني أخي المبارك والله إن لك مقداراً ومعزة ولكنك تعلم ما نحن فيه من المشاغل في هذه الحياة المليئة بمثل هذا , ولربما كشفت له شيئاً من أسرارك ليكون عذرك أكثر قبولاً , ولربما انشغلنا عن أشياء هي أهم من هذا بكثير , ولعلك تسائل نفسك ما هو أهم شيء انشغلت عنه في الحياة الدنيا , ربما تتنوع الإجابة لكن في ظني أن كل مسلم موحد سيصب إجابة في ذلك الوعاء الذي ربما تتحد الإجابات في مظمونها , ألا وهو القلب تلك المضغة التي علَّق النبي صلى الله عليه وسلم صلاح الجسد بها ولربما عندك أخي المبارك الشيء الكثير الذي تعرف بها فساد القلب , فما رأيك أن أقترح عليك برحلة استجمامية لقلبك تنفعه كثيراً وتعتذر فيها من خالقك لتقبل بتوبة صادقة مع هذا العمل اليسير , فتأمل هذا الفضل العظيم :
عن حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ـ رضي الله عنه ـ دَعَا بوَضُوءٍ. فَتَوَضَّأَ.فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ. ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذٰلِكَ. ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذٰلِكَ. ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هٰذَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هٰذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه .
تعليق :
حديث عثمان رضي الله عنه في آخره بيان فضيلة صلاة الركعتين , والثواب المترتب عليهما يناله المسلم بأمرين :
الأول : أن يتوضأ على الصفة المذكورة في الحديث بما فيها غسل الأعضاء ثلاثاً .
الثاني : صلاة الركعتين بعد الوضوء مشروطة بألا يحِّدث فيهما نفسه ، والفضل المترتب هو مغفرة ما تقدم من الذنوب ، وفي السنة فضل آخر لمن فعل ذلك في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه وهو وجوب الجنة فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايْة الأبل. فَجَاءَتْ نَوْبَتِي. فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيَ. فَأَدْرَكْتُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قائِمَاً يُحَدِّثُ النَّاسَ. فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ. ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبه وَوَجْهِهِ. أَلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» رواه مسلم , فهذا عمل جمع بين مغفرة الذنوب ووجوب الجنة !!
فما أعظم فضل الله علينا وما أوسع تفريطنا في مثل هذه السنن والله المستعان.
ـ قوله : ( لا يُحَدِّث فيهما نفسه ) أي لا يفكر بشيء خارج صلاته وإنما مقبل على صلاته بوجهه وقلبه ، والمراد بـ( لا يحدث ) هو ما يسترسل معه الإنسان في صلاته مع إمكانه قطعه ودفعه وأما ما يهجم على النفس ويتعذر دفعه فهذا معفو عنه لأنه ليس في مقدور الإنسان ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها.