بليز جاوبوني مهم | منتديات الدراسة الجزائرية

بليز جاوبوني مهم

تقصدي في هذه اختي

تعريف فن الموشحات , عصر الموشحات , اغراض الموشحات و سبب التسمية


تعريف, فن, الموشحات, عصر, الاندلس, سبب, التسمية, وشاح, اغراضها
تعريف الموشحات, العرض الاندلسي, سبب تسمية الموشحات, وشاح المراه, اغراض الموشحات, في اي عصر ظهرت, كتاب الموشحات, نموذج من الموشحات, العصر الاندلسي
تعريف فن الموشحات , عصر الموشحات , اغراض الموشحات و سبب التسمية

تعريف الموشحات, العرض الاندلسي, سبب تسمية الموشحات, وشاح المراه, اغراض الموشحات, في اي عصر ظهرت, كتاب الموشحات, نموذج من الموشحات, العصر الاندلسي
التعريف بالموشّح:
موشّح جمع موشّحات وهو من وشّح أي زيّن أو حسّن أو رصّع. والموشح هو فن شعري ابتدعه العرب في ظروف اجتماعية و فنية خاصة، و شاع في الأندلس في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي). و هو منظومة لا تلتزم بالنهج العروضي التقليدي الذي يلتزم وحدة الوزن و رتابة القافية و إنما تُُبنى على نهج جديد بحيث يتغير الوزن و تتنوع القوافي، و يتميز في استعماله اللغة الدارجة أو الأعجمية في خِرجه و اتصاله القوي بالغناء. والموشحات غالبا ما تٌنظم لغرض التلحين، و تٌصاغ لتتفق مع النغم المنشود.
عرّف ابن سناء الملك الموشّح فقال: " هو كلام منظوم على وزن مخصوص بقواف مختلفة, وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات, ويقال له التام. وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات, يقال له الأقرع. فالتام ما ابتديء فيه بالأقفال, والأقرع ما ابتديء فيه بالأبيات"*(1) و يقصد بأنه قطعة شعرية طويلة تتكون من مقاطع تترتب فيها الاشطر و القوافي على نسق مخصوص.
ووصف ابن خلدون الموشح في مقدمته بقوله: "ينظمونه أسماطاً أسماطاً، و أغصاناً أغصاناً، يكثرون منها و من أعاريضها المختلفة و يسمّون المتعدد منها بيتا واحداً، و يلتزمون ذلك عند قوافي تلك الأغصان و أوزانها متتالية في ما بعد إلى آخر القطعة، و أكثر ما تنتهي عندهم إلى سبعة أبيات...."*(2)
سبب التسمية:
تسمية الموشّح استعيرت من الوشاح الذي كانت تتزين به المراة في العصر الأندلسي لتشابههما في التحلي بالزخارف. و يعرف الموشح في المعاجم بأنه "سير منسوج من الجلد مرصّع بالجواهر و اللؤلؤ تتزين به المرأة"*(3) و لهذا سمي هذا النمط بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين و تناظر صنعة و من تغير الوزن و تنوع القوافي.
أهم الوشّاحين و رواد شعر الموشّح:
اختلف النقّاد و الباحثين على تسمية المؤلف الفعلي لفن الموشحات فمنهم من ذكر أنه أبو بكر عبادة بن ماء السماء، الشاعر القرطبي الفحل، شاعر الاندلس و رأس الشعراء في الدولة العامرية المتوفَّى عام 422هـ.*(4) و منهم من ذكر أنه مقدم ابن معافى القبري و الذي سمي بذلك نسبة الى قرية قبرة التي ترعرع فيها في الأندلس. توفي سنة 299 هـ (912 م) و لم يبقى لنا من موشحاته شيء.*(5) برع الكثير من الشعراء في فن الموشحات منهم عبادة القزاز، و الأعمى النطيلي الذي يعتبر كبير شعراء الموشحات في عصر المرابطين المتوفَّى عام 520هـ، وابن باجه الفيلسوف الشاعر المتوفَّى سنة 533هـ، ولسان الدين بن الخطيب وزير بني الأحمر بغرناطة المتوفَّى سنة 776هـ. بالاضافة إلى ابن سناء الملك صاحب الكتاب المشهور "دار الطراز في عمل الموشحات"، و الذي لعب دورا في نقل الموشحات الى #مصر.
نشأة الموشح:
توجد عدة نظريات في نشأة الموشح منها:
-النظرية الأجنبية؛ و التي أتى بها المستشرق الاسباني خوليان ريبيرا و يذكر أن الموشح هو طراز شعري مختلط، تمتزج فيه مؤثرات شرقية و غربية و أنه نشأ نتيجة الازدواج في اللغة؛ حيث كان الناس يتعلمون اللغة العربية الفصيحة في المدارس و الدواوين و يستعملون الاعجمية في شؤونهم اليومية، و كذلك نتيجة الاختلاط بالثقافات الاجنبية (الشرقية و الغربية) والتأثر بالشعر الغنائي الاعجمي.
-النظرية الفنية؛ و فيها يذكر ابن خلدون أن الموشح فنٌ مستحدث ظهر نتيجة ازدهار الشعر و كثرة الشعراء فيقول: "و أما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم و تهذّبت مناحييه و فنونه و بلغ التنسيق فيه الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا منه سموه بالموشح" *(6)
-نظرية تطور الأنواع الأدبية؛ نظّم العرب منذ الجاهلية على أبحر تختلف عن الأبحر التي جاء بها الخليل بن أحمد الفراهيدي وربما استخدموا أكثر من بحر في المقطوعة الواحدة، فتنوعت أجناس النظم و اختلفت أوزان الموشحات و كانت مألوفة و شائعة في القرن الخامس الهجري (الثاني عشر الميلادي)، عدّ منها مارتن هارتمانّ ( وهو مستشرق ألماني مهتم بالأدب و اصوله) مائة و ستة و أربعين مزيجا سمي كل منها بحراً.*(7) و منها التسميط أو المٌسمّط الذي كان معروفا منذ الجاهلية و تطوّر حتى أصبح يعرف بالموشح. وصفه ابن رشيق بقوله: " الشعر المُسمّط، و هو أن يبتدئ الشاعر ببيت مصّرع ثم يأتي على أربعة أقسمة على غير قافيته، ثم يعيد قسيما واحدا من جنس ما ابتدأ به. و هكذا الى آخر القصيدة" و " المسمطات جاءت في أوزان كثيرة مختلفة" *(8)،مثال ذلك قول امرئ القيس:
توهمت من هند معالم أطلال غفاهن طول الدهر في الزمن الخال
مرابع من هند خلت ومصايف يصيح بمغناها صدى وعوازف
وغيرها هوج الرياح العواصف وكل مسف ثم آخر رادف
بأسحم من نوء السماكين هطال
-النظرية الموسيقية؛ يقول عمر فروخ في كتابه تاريخ الادب العربي: " نشأ الموشح من حاجة المغنّين الى كلام يسايرون به الألحان....فكان الأندلسيون يلقوون آذانهم على الألحان ثم يؤلفون عليها الكلمات"*(9) و بذلك ازدهرت الموشحات في بلاد الأندلس.
أغراض الموشحات:
-الغزل
-الوصف
-المديح
-الرثاء
تركيب الموشح:
يحتوي الموشح على عدة مكونات أساسية هي:
-المطلع أو المذهب: هو مقدمة الموشّح و أول أقسامه ، وهو القفل الأول الذي يُفتتح بهِ المُوَشّح ، فإن وجد سُمي المُوشّح تاما وان لم يوجد يُسمّى أقرع.
-القفل: هو الجزء من المُوشّح الذي يتكرر بقافيته ، ويشترط في الأقفال جميعاً أن يكون لها قوافٍ واحده في المُوشّح كله.
-الغصن: هو الشطر الواحد من القفل وقد يحوي غُصنين أو أكثر.
-الدور: هو القسم الذي يكون بين قفلين وهو يتألف من أجزاء أقلّها ثلاثة ولا تتجاوز
الخمسة إلا نادراً. والأدوار تتماثل جميعاً في المُوشّح الواحد من حيث الأجزاء ولكنها تختلف من ناحية القوافي.
-السمط: هو الجزء من الدور و يتكون من فقرة او اثنتين او ثلاث او اربع ولكل فقرة قافية تتكرر في اسماط الدور الواحد وتختلف من دور الى دور.
-البيت: هو الدور عند جماعة من الباحثين والدور مع القفل الذي يليه عند جماعة ثانية.
-الخرجة: هي القفل الاخير من المُوشّح ويُستحسن فيها اللحن او الكلام العامي.
و أرى أن هذه المكونات الأساسية لعبت دورا في انتشار فن الموشح بصورته الأصلية و لم يطرأ عليه أي تغيير مع الزمن.
الموشحات في #مصر:
كان ابن سناء الملك أول من نظّم الموشّح في #مصر في القرن السادس الهجري(الثاني عشر الميلادي) و من أهم كتبه " دار الطراز في عمل الموشحات". أقبل المصريون بعد ذلك على الموشّح و على غنائه فكانوا يقدّمون عروضهم الغنائية (الموشحات) في المقاهي والحفلات التي تسبق يوم الزفاف. ولقد أطلق اسم "الصهبجية" على حفظة الموشحات من المصريين. ثم انتقل غناء الموشحات من المقاهي إلى المجالس الخاصة بالقصور و تم استبدال بعض الألفاظ التركية مثل "أمان أفندي" و "جانم" بألفاظ عربية مثل " ياليل يا عين". و من أبرز ملحني الموشحات في #مصر محمد عثمان و عبده الحامولي و داود حسني و زكريا أحمد و سيد درويش و غيرهم.
الموشحات الدينية:
ازدهرت الموشحات الدينية في العصر الفاطمي نتيجة الاهتمام بالاحتفالات و المناسبات الدينية، و تهدف الى مناجاة الله سبحانه و تعالى و التقرب له و مدح الرسول محمد صلى الله عليه و سلم. و من رواد الموشح الديني في العصر الحديث زكريا أحمد و كامل الخلعي.
و ختاما، فقد ذكرت أن الموشّح هو فن ابتدعه الاندلسيون في ظروف اجتماعية و فنية معينة، وأكثروا من تأليفه فتعددت أغراضه و تنوعت بحوره و أوزانه. و من أهم خصائصه أنه لا يلتزم بالنهج العروضي التقليدي الذي يلتزم وحدة الوزن و رتابة القافية و إنما يُُبنى على نهج جديد بحيث يتغير الوزن و تتنوع القوافي. وهو في بعض الأحيان يمزج بين الفصاحة و اللهجات العامية مما يعطيه رونقا موسيقيا عذبا تطرب له النفس و تأنسه. و للموشح مكونات أساسية تميزه عن غيره من القصائد العربية التقليدية، ففيه المطلع و القفل و الدور و الغصن و السمط و البيت و الخرجة. و هذا ما ساعد على انتشاره بصورته الاصلية و لم يطرأ علية أي تغيير مع مرور العصور.
 
ن أشهر الوشاحين الأندلسيين:
عبادة بن ماء السماء ، عبادة القزاز ، ابن بقي الأعمى التطيلي ، لسان الدين بن الخطيب ، ابن زمرك ابن سناء الملك ، شهاب الدين العزازي ، ابن باجة ابن سهل ، ،ابن زهر ، محيي الدين بن العربي
أبو الحسن المريني.
من التراث المغاربي الأندلسي:
سأعرض على رواد منتدى عبدالرحمن يوسف مجموعة من الموشحات و الأزجال المغاربية الأندلسية ، بعضها لا يزال متداولا على الألسن يتغنى به الناس في شتى المناسبات وبعضها نسي و يقبع أسير الكتب القديمة
ولنأخذ موشح ابن سهل الشهير مثالا
هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى *** قلـبَ صـب حلّـهُ عـن مَكنَـسِ
فهـو فـي حَـر وخفـقٍ مثلـمـا *** لعبـت ريـحُ الصـبـا بالقَـبَـسِ

***
يا بدوراً أَشرَقـتْ يـومَ النـوى *** غُرراً يسلكـنَ فـي نهـج الغَـرَرْ
ما لِقلبي في الهوى ذنبٌ سـوى **منكمُ الحُسنُ ومن عينِـي النظـرْ
أجتني اللـذاتِ مكلـومَ الجَـوى *** والتذاذي مـن حبيبـي بالفِكَـرْ

***
وإذا أشكـو بـوجـدي بسـمـا *** كالربـى والعـارض المنبـجـسِ
إذ يقيـم القطـر فـيـه مأتـمـا *** وهـو مـن بهجتـه فـي عُـرُسِ

***
مـن إذا أُملـي عليـه حُـرَقِـي *** تركتـنـي مقـلـتـاهُ دنـفــا
تركـت ألحاظـه مـن رمـقـي ** أثـر النمـل علـى صُـمّ الصـفـا
وأنـا أشـكـره فيـمـا بَـقِـي *** لسـتُ ألحـاهُ علـى مـا أتلـفـا

***
هُـوَ عنـدي عــادلٌ إن ظلـمـا *** وعَـذولـي نطـقـهُ كالـخَـرَسِ
ليس لي في الأمـر حكـمٌ بعدمـا** حـل مـن نفسـي محـل النفـسِ

***
غالـبٌ لـي غـالـبٌ بالـتـؤَدَه *** بأبي أفديـه مِـن جـانٍ رقيـقْ
مـا علمنـا قَبْـلَ ثـغـرٍ نـضّـدَهْ ** أقحوانًـا عُصـرت منـه رحـيـقْ
أخـذت عينـاهُ منهـا العَربَـدَه *** وفـؤادي سكـره مـا إن يفيـق

***
فاحـمُ اللَّمـة معـســولُ اللّـمــى *** ساحِـرُ الغُنـجِ شهـيـلُ النّـعَـسِ
حسنـهُ يتلـو الضحـى مبتسـمـا ** وهو مـن إعراضـه فـي عَبَـسِ

***
أيها السائـلُ عـن جُرمـي لديـهْ *** لي جزاءُ الذنـبِ وهـو المذنـبُ
أخذت شمس الضحى من وجنتيـهْ** مشرقـا للشمـسِ فـيـه مـغـربُ
ذهبت دمعـي و أشواقـي إليـهْ *** ولـهُ خَــدٌ بلحـظـي مُـذْهَـبُ

***
يُنبـتُ الـوردَ بِغرسـي كُلّـمـا *** لَحَظَتْـهُ مُقلتـي فــي الخَـلَـسِ
ليـت شعـري أي شـيء حرّمـا** ذلـك الـوردَ علـى المغتـرس

***
أنفدَت دمعيَ نـارٌ فـي ضـرامْ *** تلتظي فـي كل حيـن ما تَشـا
وهـي فـي خديـهِ بـردٌ وسـلامْ ** وهي ضـرٌ وحريـقٌ في الحشا
أتقي منـه علـى حكـم الغـرامْ *** أســداً ورداً وأهــواه رشــا

***
قلـتُ لمـا أن تـبـدى مُعلـمـا *** وهـو مـن ألحاظـه فـي حـرسِ
أيهـا الآخــذ قلـبـي مغنـمـا *** اجعـل الوصـل مكـان الخُمُـسِ

لنأخذ البيت الأول من موشحنا مثلا:
القفل:
هل درى ظبي الحمى أن قد حمى قلـب صـب حلـه عـن مكنـس
فهـو فـي حـر وخفـق مثلـمـا لعبـت ريـح الصـبـا بالقـبـس

الغصن:
يا بدوراً أَشرَقتْ يومَ النـوى غُرراً يسلكنَ في نهـج الغَـرَرْ
ما لِقلبي في الهوى ذنبٌ سوى منكمُ الحُسنُ ومن عينِي النظرْ
أجتني اللذاتِ مكلومَ الجَـوى والتذاذي من حبيبي بالفِكَـرْ

نظام التقابل:
وإذا قسمنا الموشح عموديا إلى قسمين، (نسمي قسم اليمين أ وقسم اليسار ب)
بحيث ينقسم كل قفل إلى شطرين واحد إلى اليمين ( أ ) و الأخر على اليسار ( ب )
وينقسم كل غصن إلى شطرين واحد إلى اليمين ( أ ) و الأخر على اليسار ( ب)
نقول أن كل شطر من القفل في ( أ ) يقابل باقي الأشطار في ( أ )
وكل شطر من القفل في ( ب ) يقابل باقي الأشطار في ( ب)
نفس الكلام ينطبق على الأغصان
نلاحظ ما يليتتماثل أشطر الأقفال المتقابلة في 'أ' في القافية
( أ )
هلا درى ظبي الحمى أن قد حمى
فهو في حر وخفق مثلما
..
وإذا أشكو بوجدي بسما
إذ يقيم القطر فيه مأتما

كما تتماثل أشطر الأقفال في 'ب' في القافية
(ب)
قلب صب حله عن مكنس
لعبت ريح الصبا بالقبس
كالربى والعارض المنبجس
وهو من بهجته في عرس
يتماثل كل شطر من الغصن في القافية
ويخالف لزاما الأشطر التي يقابلها

( أ )
يا بدورا أشرقت يوم النوى
ما لقلبي في الهوى ذنب سوى
أجتني اللذات مكلوم الجوى
غالب لي غالب بالتؤده
ما علمنا قبل ثغر نضده
أخذت عيناه منها العربده

( ب )
غررا يسلكن في نهج الغرر
منكم الحسن ومن عيني النظر
والتذاذي من حبيبي بالفكر

بأبي أفديه من جاف رقيق
أقحوانا عصرت منه رحيق
وفؤادي سكره ما إن يفيق

وهكذا_ تتماثل أشطار الأقفال المتقابلة وزنا وقافية
_وتتماثل أسماط الغصن الواحد وزنا وقافية
_تتماثل أشطار الأغصان وزنا وتتغاير- لزوما- في القافية
_في بعض الموشحات يتغاير شطرا القفل أو الغصن المتجاوران ( أ ،ب) من ناحية الطول (أو الوزن أحيانا ) شريطة التوازن والانسجام:
سيوف اللحظ منهُ في الجوارحْ تــــصـــــــولْ
فَكمْ لجفونـهِ بيـنَ الجوانـحْ نُــــصـــــــولْ

_لا يشترط تماثل الأغصان و الأقفال في الوزن وإن كان تناسبها ضروريا حيث يفترض أن يكون الانتقال من القفل إلى الغصن ومن الغصن إلى القفل سلسا عذبا لا تستثقله المسامع.
_قد تكون إحدى قوافي القفل مغايرة للأخرى تتكرر في جميع الأقفال
بنفس الترتيب:
القد في اهتـزازِ كالغُصنِ يَهتـززْ
واللحظُ من حبيبي لفتنـتـي بَــرَزْ
**
للأنفُـسِ العـزاز ِبالذل قـد رمـزْ
ظبيٌ على كثيبِ والهجـرُ مُنحجِـزْ

وأحيانا أكثر من قافية:
يـا لحـظـاتٍ للفـتـنْ في رجعها أوفى نصيبْ
ترمـي وكلّـي مقتـل ُ وكلهـا سهـمٌ مصيـبْ
**
يا ظبيُ خذْ قلبي وَطَنْ فأنتَ في الأنس غريبْ
وارتَعْ فَدمعـي سلسـلُ ومهجتي مرعىً خصيبْ

موشح للسان الدين بن الخطيب :
جادَكَ الغيـثُ إذا الغيـثُ همـى *** يـا زمـانَ الوصـلِ بالأندلـسِ
لـم يكـن وصـلـكَ إلا حُلـمـا *** في الكـرى أو خِلسـةَ المُختلِـسِ
***
إذ يقـودُ الدهـرُ أشتـاتَ المُنـى*** ينقلُ الخطـوَ علـى مـا يَرسـمُ
زُمَـرًا بيـن فُــرادى وثـنـا *** مثلمـا يدعـو الوفـودَ المـوسـمُ
والحيا قـد جَلّـلَ الـروضَ سَنـا *** فثغـورُ الزهـرِ فـيـهِ تَبـسـمُ
***
وروى النعمانُ عن مـاءِ السمـا *** كيفَ يـروي مالـكٌ عـن أنـسِ
فكسـاهُ الحسـنُ ثوبـاً مَعْلَـمـا *** يزدهـي منـه بأبهـى مَلـبـسِ
***
في ليـالٍ كَتمـتْ سـرَّ الهـوى *** بالدجـى لـولا شمُـوسُ الغُـرَرِ
مالَ نجـمُ الكـأسِ فيهـا وهـوى *** مستقيـمَ السيـرِ سَعـدَ الأثــرِ
وطرٌ ما فيه مـن عيـبٍ سـوى *** أنـه مَــرّ كلـمـحِ البـصـرِ
***
حيـن لـذ النـومُ منّـا أو كمـا *** هجـمَ الصبـحُ هجـومَ الحَـرَسِ
غـارتِ الشهْـبُ بنـا أو ربمـا*** أثّـرت فينـا عيـونُ النرجـسِ
***
أيُّ شـيءٍ لامرىءقـد خَلُـصـا *** فيكونُ الـروضُ قـد مُكّـنَ فيـهْ
تنهـبُ الأزهـارُ فيـهِ الفُرَصـا *** أمِنـت مـن مكـرهِ مـا تتقيـهْ
فـإذا المـاءُ يُناجـي والحصـى *** وخـلا كــلّ خلـيـلٍ بأخـيـهْ
***
تُبصـرُ الـوردَ غيـورًا بَـرِمـا *** يكتسي من غيظـه مـا يكتسـي
وتــرى الآسَ لبيـبـاً فَهِـمـا *** يَسـرِقُ السمـعَ بأُذْنَـي فَــرَسِ
***
يا أُهيلَ الحي مِـن وادي الغضـا *** وبقلبـي مسـكَـنٌ أنـتـم بِــهِ
ضاقَ عن وجدي بكم رحبُ الفضا***لا أبالـي شرقَـه مـن غـربِـهِ
فأعيدوا عهـدَ أنـسٍ قـد مضـى *** تُنقِـذوا عانِيَكـم مــن كـربِـهِ
***
واتقـوا الله وأحـيـوا مُغـرمـا *** يتلاشـى نَفَـسًـا فــي نَـفَـسِ
حبـسَ القلـبَ عليكـم كَـرَمـا *** أفترضـون خَــرابَ الحَـبَـسِ
***
وبقلـبـي مـنـكـم مُـقـتـرَبُ *** بأحاديـث المنـى وهـو بعـيـدْ
قمـراً أطلـعَ مـنـه المـغـربُ ** شقوةَ المُغـرى بـه وهـو سعيـدْ
قـد تسـاوى محسـنٌ أو مذنـبُ ** فـي هـواهُ بيـن وعـدٍ ووعيـدْ
***
ساحـرُ المقلـةِ معسـولُ اللّمـى *** جالَ في النفْـسِ مجـالَ النَفَـسِ
سَـدّدَ السهـمَ فأصمـى إذ رمـى *** بـفـؤادي نَبـلَــةَ المـفـتـرِسِ
***
إنْ يكـن جـارَ وخـابَ الأمـلُ ** وفـؤادُ الصـبّ بالشـوقِ يـذوبْ
فـهـو للنـفـسِ حـبـيـبٌ أولُ *** ليس في الحب لمحبـوبٍ ذنـوبْ
أمــرُه معـتَـمـلٌ ممـتَـثـلُ *** في ضلـوعٍ قـد براهـا وقُلـوبْ
***
حَكَـمَ اللحـظُ بـهـا فاحتَكَـمـا *** لم يراقِبْ فـي ضعـاف الأنفـسِ
ينْصِـفُ المظلـومَ ممـن ظلمـا*** ويُجـازي البَّـر منهـا والمسـي
***
مـا لقلبـي كلمـا هبـت صَبـا *** عادَه عيـدٌ مـن الشـوقِ جديـدْ
كـان فـي اللـوح لـه مكتَتَـبـا *** قـولُـه إن عـذابـي لَـشـديـدْ
جلـبَ الهـمَّ لــه والوصـبـا *** فهو للأشجان فـي جُهـدٍ جَهيـدْ
***
لاعجٌ في أضلعـي قـد أُضرمـا *** فهـي نـارٌ فـي هَشيـمِ اليَبَـسِ
لم يـدَعْ فـي مهجتـي إلا الدِمـا *** كبقـاءِ الصّبـحِ بعـد الغَـلَـسِ
***
سلّمِي يا نفسُ فـي حكـم القضـا *** واعبُري الوقتَ برُجعـى ومتـابْ
واترُكي ذِكرى زمانٍ قـد مضـى *** بين عُتبى قـد تَقَضـت وعِتـابْ
واصرفي القولَ إلى المولى الرِّضى*** مُلهَـمِ التوفيـقِ فـي أمّ الكتـابْ
***
الكريـمِ المُنتـهـى والمُنتـمـى *** أسـدِ الـسـرجِ وبدرِالمجـلـسِ
يَنـزلُ النصـرُ عليـهِ مثلـمـا *** ينـزل الوحـيُ بـروحِ القُـدُسِ
***
مصطفى الله سميِّ المصطفـى *** الغنِـي بالله عـن كــل أحــدْ
مـن إذا مـا عقـدَ العهـدَ وفـى *** وإذا مـا فتـحَ الخطـبَ عـقـدْ
من بني قيس بـن سعـد وكفـى ** حيث بيتُ النصر مرفـوعُ العَمَـدْ
***
حيث بيت النصر محميُّ الحمـى ** وجنى الفضـلِ زكـيُّ المغـرَسِ
والهـوى ظـلٌّ ظلـيـلٌ خَيّـمـا *** والنـدى هـبّ إلـى المُغتَـرِسِ
***
هاكَها يـا سبـطَ أنصـارِ العـلا *** والـذي إن عَثَـر الدهـرُ أقـالْ
غـادةً ألبسهـا الحـسـنُ مــلا *** تبهر العيـن جــلاءً وصـقـالْ
عارضتْ لفظًـا ومعنـىً وحُلـى *** قولِ مـن أنطقـه الحـبُ فقـالْ
***
هل درى ظبي الحمى أن قد ** حمى قلب صـب حلـه عـن مكنـس
فهـو فـي خفـق وحـر مثلمـا *** لعبـت ريـح الصبـا بالقـبـس

وأختم الموضوع لرواد منتدى عبدالرحمن يوسف بموشح لابن سهل :
يـا لحـظـاتٍ للفِـتَـنْ *** في رَجعها أوفى نصيـبْ
تَرمـي وكُلّـي مقـتَـلُ *** وكلّهـا سهـمٌ مصـيـبْ
***
النصـحُ للاحـي مبـاحْ *** أمّــا قبـولـه فـــلا
عُلّقتُهـا وجـهَ صـبـاحْ ** ريقَ طِـلا عينـيْ طَـلا
كالظبـي ِ ثغـرُه أقـاحْ ** ممّـا ارتـعـاه بالـفـلا
***
يا ظبيُ خذ قلبـي وَطَـنْ *** فأنتَ في الأنـسِ غريـبْ
وارتَـع فدمعـي سلسـلُ ***ومهجتي مرعى خصيـبْ
***
بيـن اللَّمـى والـحَـوَرِ*** منهـا الحيـاة ُ والأجَـلْ
سَقـتْ ريـاضُ الخفَـرِ** في خدِّهـا وردَ الخَجـلْ
غـرسـتُـهُ بالـنـظـرِ *** وأجتـنـيـهِ بـالأمــلْ
***
في لحظِهِ الساجي وَسَـنْ ** أسهَـرَ أجفـانَ الكئيـبْ
والـردفُ فـيـهِ ثِـقَـلُ *** خفَّ لـه عقـلُ اللبيـبْ
***
أهدى لنـا حـرَّ العتـابْ *** بردُ اللمـى والوجـدُ قـدْ
فـلـو لثمـتـه لــذابْ *** من زفرتـي ذاك البَـرَدْ
ثـم لـوت جيـدَ كعـابْ *** مـا حَلـيُـهُ إلا الغَـيَـدْ
***
في نزعةِ الظبي الأغَـنْ *** وهزةِ الغصـنِ الرطيـبْ
يجـري لدمعـي جـدولُ *** فينثنـي منهـا قضـيـبْ
***
أ أنـتَ حقـا ً أرسـلـكْ *** رضوانُ صدقـا ً للخَبَـرْ
قُطِّعَـتِ القلـوبُ لــكْ *** وقيـلَ مـا هـذا بَشـرْ
أمِ الصفا مُضْنـىً هلـكْ ** مِـنَ النـوى أمِ الـكـدَرْ
***
حبّـي تزكّيـه المِـحـنْ *** أمرُ الهوى أمـرٌ عجيـبْ
كـأنّ عشـقـي مـنـدل *** ُزادَ بنار الهجـرِ طيـبْ
***
أغرَبتَ في الحسنِ البديعْ *** فصـارَ دمعـي مُغْربـا
شملُ الهوى عندي جميـعْ *** وأدمعـي أيـدي سَـبـا
فاصغي إلى عبـدٍ مطيـعْ *** غنّـى لِتَعصـي الرُقَبـا
***
هذا الرقيبْ ما اسْواه بظنْ *** آش لو كان الإنسان مُريبْ
يا مَولاتـي قـوم نعملـو *** ذاكْ الذي ظـنْ الرقيـبْ
 
عودة
أعلى