صدفة تعرفت على انسانة تعاني من الوحدة إذا لم أقل متقوقعة على ذاتها، ترفض الخروج الى العالم الخارجي
ترفض الاحتكاك مع الناس،
لا صديقات لا جارات .....
استغربت
قلت لها :
لا يمكن أن تعيشي وحدك فنحن جزء من المجتمع و علينا ان نحتك بالناس و نتعرف عليهم و نتبادل معهم الرأي،
فبادرتني هذا ما أعيشه حتى داخل بيتي لا يوجد نقاش و تبادل رأي مع زوجي .....
بصراحة لا أحد يفهمني و الكل يسئ فهمي فقررت الابتعاد عن الناس .
فأنا أقضي وقتي في البكاء
فطرحت السؤال على نفسي هل الناس هي التي لا تفهمنا ام نحن من لا نفهمهم
أم نحن مسئولين معا عما يحدث من سوء فهم ؟؟؟؟؟
تمعنت كثيرا في كلامها فوجدت أن أغلب المشاكل التي نواجهها في حياتنا الخاصة أو العامة تعود الى سوء الفهم،
و هذا يعود إما الى ان المتحدث لم يتمكن من شرح وجهة نظره،
أو اننا أساءنا فهمه
أو لم نعطيه فرصة لشرح وجهة نظره ،
أو أن احدنا متعصب في رأيه،
متسرع في رده ،
او وجود موقف ما من المتكلم،
عناد و تحدي بين الطرفين،
او عدم الارتياح للآخر،
مما ينتج عنه خلافات و صراعات او مشادات كلامية كل هذه دوافع تبعدنا عن التواصل و التفاهم مع بعضنا .
و سوء الفهم نعاني منه كثيرا في حياتنا الزوجية
و كلا من شريكى الحياة تسمعه يقول
لا تفهمني
أو لا يفهمني
او لا يوجد تفاهم بيننا
و لكن الحقيقة هى ان كلاهما لا يعطي للأخر فرصة للحديث
او يكون أحدهم متشبث برأيه او يرى أنه على صواب
او يربط الحوار بأشياء حدثت في الماضي
و بهذا يخرجون عن صلب الموضوع مما يفقد كل واحد منهم القدرة على سماع الآخر
و يمكن ان يتعالى صوتهم و تجدي كل واحد يصرخ في وجه الآخر
مما يدفعهم الى انهاء الموضوع
و بهذا تتراكم المشاكل و تتفاقم و بالتالي نقول لا يفهمني .
و من أسوأ الوسائل في التواصل بين الناس
هي
الاتصالات اللاسلكية
سواء عبر النت
أو الجوال
لأن المتلقي للحديث أو المقال المكتوب
يجعله يعطي صور عديدة
على سبيل المثال
تلقيت مكالمة
من خلال الرد تحكم على الطرف الآخر
ممكن أن تقول لم يجبني جيدا ؟
صوته يدلي أنه يسخر مني ؟
أو على ما يبدو ان له موقف مني ؟
و نترك عقلنا يسرح و يتوهم أشياء .....
كيف نتجنب سوء الفهم ؟
أول نقطة علينا ان نهتم بها و نؤمن بها قبل الحوار هي وجود الاختلاف،
نعم
فالناس تختلف مستواياتها الدراسية و الثقافية
و أيضا هناك اختلاف في المجتمعات،
تقاليد و عادات، تربية، بيئة
هذه مجموعة من الأشياء تحكم الناس،
إذن اذا اتفقنا على وجود الاختلاف اكيد سنقطع أشواط و سنتغلب على عقبات كثيرة و سنعالجها بشكل عقلاني .
قال تعالى ﴿ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾
مبدأ وجود الاختلاف
الابتعاد عن الكلمات المبهمة أو التي تحمل في طياتها مرادفات متعددة تفاديا للوقوع في سوء الظن
نعم فسوء الظن من أسباب سوء الفهم
و قال تعالى : إن بعض الظن إثم "
أثناء الحديث لا نحاول البحث عن أي خطأ للطرف الآخر
كأننا نريد أن نوقع به .
أو نبني الرد كله على كلمة سمعناها منه و نتشبت بها داخل أذهاننا
مما يمنعنا من الاستمرار في سماع الطرف الآخر و بالتالي عدم فهمه
و عدم الانصات أو الإستماع للطرف الآخر من أكبر المعوقات خصوصا
عند الزوجين
عدم الاستماع و مقاطعة بعضهما للبعض.
لنفهم الآخر و نحس بكلامه و نقتنع أيضا علينا ان نحسن الانصات و الاستماع
قال الله _تعالى_: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت:26)
"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك:10)..
يعني الاستماع عليه أن يكون مصحوب بالوعي و أيضا بتحضير العقل فالاستماع و الوعي يؤديان الى الفهم .
يقول ابن القيم: "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا "
لنتجنب المقاطعة أثناء الحديث .
عدم اصدار الحكم قبل انهاء المتكلم أو قبل محاورته .
و ليحصل توافق بين الطرفين فنحن محتاجين
الى تواضع و تنازل منا كيف :
نبتعد عن العناد عن المكابرة
عندما ندخل حوار لا نصور أنفسنا كأننا داخلين الى حرب أو مسابقة و علينا ان نقضي على الطرف الآخر أو ننتصر عليه أو نبين له اننا أحسن و افضل منه .
علينا أن نؤمن أن الهدف من حوارنا هو الوصول الى نقطة معينة
اتفاق
توافق
معرفة الحقيقة
اصلاح أخطاء و لا بأس لنحد من سوء الفهم أن نسأل الطرف الآخر ماذا يعني بكلامه
أن نستفسره
بدل ان نجتهد من أنفسنا و نحلل كلامه كما شئنا
ممكن ما نعتقده نحن لم يقصده هو بكلامه ،
فالسؤال ليس عيبا بل صمتنا هو الذي يعد عيبا و يتركنا نحلل الاشياء حسب وجهة نظرنا فحسب
و إن صح التعبير
غرورنا هو من يدفعنا للوقوع في سوء الفهم .
علينا أن نؤمن بالنقاش .
و اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
اجتناب كلمة أنت لا تفهم بدل ان نتهم الانسان بعدم الفهم لنغير طريقة كلامنا و نقول :
" لم نتفاهم بعد " هنا يعرف الطرف الآخر أن هناك سوء فهم بينكم .
استعمال كلمة لا تفهم تجعل الطرف الآخر يحس احساس غير جيد و هنا تكمن المشكلة
ممكن أن يستمر في النقاش أو يثور في وجهك أو ينسحب على حسب كل واحد منا .حتى ديننا
يبين لنا أن الانبياء في تبليغهم كانوا يؤمنون بالحوار
نعم
كان الانبياء يدخلون في حوارات و نقاشات مع قومهم
و الهدف هو الوصول الى الحقيقة و اثباتها .
و أكبر سوء للفهم هو الذي يحدث على مستوى
الدين
نعم
نجد أن الناس تشرح الآيات القرآينة أو احاديث دون اللجوء الى متخصصين في الدين
أو نحاول شرحها بعيدا عن السنة و الكتاب .
و في الختام
أقول لكم
لنبتعد عن التشدد في الراي و نحسن الاستماع و الانصات للآخر و لا نتسرع في اصدار أحكامنا.
قال رسولنا الكريم (ص) : " التأني من الله، والعجلة من الشيطان "
قال الإمام ابن القيم : " إنما كانت العجلة من الشيطان، لأنها خفة وطيش، وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم. وتوجب وضع الشيء في غير محله، وتجلب الشرور وتمنع الخيور. وهي متولدة بين خلقين مذمومين، التفريق والاستعجال قلب الوقت
ترفض الاحتكاك مع الناس،
لا صديقات لا جارات .....
استغربت
قلت لها :
لا يمكن أن تعيشي وحدك فنحن جزء من المجتمع و علينا ان نحتك بالناس و نتعرف عليهم و نتبادل معهم الرأي،
فبادرتني هذا ما أعيشه حتى داخل بيتي لا يوجد نقاش و تبادل رأي مع زوجي .....
بصراحة لا أحد يفهمني و الكل يسئ فهمي فقررت الابتعاد عن الناس .
فأنا أقضي وقتي في البكاء
فطرحت السؤال على نفسي هل الناس هي التي لا تفهمنا ام نحن من لا نفهمهم
أم نحن مسئولين معا عما يحدث من سوء فهم ؟؟؟؟؟
تمعنت كثيرا في كلامها فوجدت أن أغلب المشاكل التي نواجهها في حياتنا الخاصة أو العامة تعود الى سوء الفهم،
و هذا يعود إما الى ان المتحدث لم يتمكن من شرح وجهة نظره،
أو اننا أساءنا فهمه
أو لم نعطيه فرصة لشرح وجهة نظره ،
أو أن احدنا متعصب في رأيه،
متسرع في رده ،
او وجود موقف ما من المتكلم،
عناد و تحدي بين الطرفين،
او عدم الارتياح للآخر،
مما ينتج عنه خلافات و صراعات او مشادات كلامية كل هذه دوافع تبعدنا عن التواصل و التفاهم مع بعضنا .
و سوء الفهم نعاني منه كثيرا في حياتنا الزوجية
و كلا من شريكى الحياة تسمعه يقول
لا تفهمني
أو لا يفهمني
او لا يوجد تفاهم بيننا
و لكن الحقيقة هى ان كلاهما لا يعطي للأخر فرصة للحديث
او يكون أحدهم متشبث برأيه او يرى أنه على صواب
او يربط الحوار بأشياء حدثت في الماضي
و بهذا يخرجون عن صلب الموضوع مما يفقد كل واحد منهم القدرة على سماع الآخر
و يمكن ان يتعالى صوتهم و تجدي كل واحد يصرخ في وجه الآخر
مما يدفعهم الى انهاء الموضوع
و بهذا تتراكم المشاكل و تتفاقم و بالتالي نقول لا يفهمني .
و من أسوأ الوسائل في التواصل بين الناس
هي
الاتصالات اللاسلكية
سواء عبر النت
أو الجوال
لأن المتلقي للحديث أو المقال المكتوب
يجعله يعطي صور عديدة
على سبيل المثال
تلقيت مكالمة
من خلال الرد تحكم على الطرف الآخر
ممكن أن تقول لم يجبني جيدا ؟
صوته يدلي أنه يسخر مني ؟
أو على ما يبدو ان له موقف مني ؟
و نترك عقلنا يسرح و يتوهم أشياء .....
كيف نتجنب سوء الفهم ؟
أول نقطة علينا ان نهتم بها و نؤمن بها قبل الحوار هي وجود الاختلاف،
نعم
فالناس تختلف مستواياتها الدراسية و الثقافية
و أيضا هناك اختلاف في المجتمعات،
تقاليد و عادات، تربية، بيئة
هذه مجموعة من الأشياء تحكم الناس،
إذن اذا اتفقنا على وجود الاختلاف اكيد سنقطع أشواط و سنتغلب على عقبات كثيرة و سنعالجها بشكل عقلاني .
قال تعالى ﴿ ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾
مبدأ وجود الاختلاف
الابتعاد عن الكلمات المبهمة أو التي تحمل في طياتها مرادفات متعددة تفاديا للوقوع في سوء الظن
نعم فسوء الظن من أسباب سوء الفهم
و قال تعالى : إن بعض الظن إثم "
أثناء الحديث لا نحاول البحث عن أي خطأ للطرف الآخر
كأننا نريد أن نوقع به .
أو نبني الرد كله على كلمة سمعناها منه و نتشبت بها داخل أذهاننا
مما يمنعنا من الاستمرار في سماع الطرف الآخر و بالتالي عدم فهمه
و عدم الانصات أو الإستماع للطرف الآخر من أكبر المعوقات خصوصا
عند الزوجين
عدم الاستماع و مقاطعة بعضهما للبعض.
لنفهم الآخر و نحس بكلامه و نقتنع أيضا علينا ان نحسن الانصات و الاستماع
قال الله _تعالى_: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ" (فصلت:26)
"وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ" (الملك:10)..
يعني الاستماع عليه أن يكون مصحوب بالوعي و أيضا بتحضير العقل فالاستماع و الوعي يؤديان الى الفهم .
يقول ابن القيم: "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا "
لنتجنب المقاطعة أثناء الحديث .
عدم اصدار الحكم قبل انهاء المتكلم أو قبل محاورته .
و ليحصل توافق بين الطرفين فنحن محتاجين
الى تواضع و تنازل منا كيف :
نبتعد عن العناد عن المكابرة
عندما ندخل حوار لا نصور أنفسنا كأننا داخلين الى حرب أو مسابقة و علينا ان نقضي على الطرف الآخر أو ننتصر عليه أو نبين له اننا أحسن و افضل منه .
علينا أن نؤمن أن الهدف من حوارنا هو الوصول الى نقطة معينة
اتفاق
توافق
معرفة الحقيقة
اصلاح أخطاء و لا بأس لنحد من سوء الفهم أن نسأل الطرف الآخر ماذا يعني بكلامه
أن نستفسره
بدل ان نجتهد من أنفسنا و نحلل كلامه كما شئنا
ممكن ما نعتقده نحن لم يقصده هو بكلامه ،
فالسؤال ليس عيبا بل صمتنا هو الذي يعد عيبا و يتركنا نحلل الاشياء حسب وجهة نظرنا فحسب
و إن صح التعبير
غرورنا هو من يدفعنا للوقوع في سوء الفهم .
علينا أن نؤمن بالنقاش .
و اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .
اجتناب كلمة أنت لا تفهم بدل ان نتهم الانسان بعدم الفهم لنغير طريقة كلامنا و نقول :
" لم نتفاهم بعد " هنا يعرف الطرف الآخر أن هناك سوء فهم بينكم .
استعمال كلمة لا تفهم تجعل الطرف الآخر يحس احساس غير جيد و هنا تكمن المشكلة
ممكن أن يستمر في النقاش أو يثور في وجهك أو ينسحب على حسب كل واحد منا .حتى ديننا
يبين لنا أن الانبياء في تبليغهم كانوا يؤمنون بالحوار
نعم
كان الانبياء يدخلون في حوارات و نقاشات مع قومهم
و الهدف هو الوصول الى الحقيقة و اثباتها .
و أكبر سوء للفهم هو الذي يحدث على مستوى
الدين
نعم
نجد أن الناس تشرح الآيات القرآينة أو احاديث دون اللجوء الى متخصصين في الدين
أو نحاول شرحها بعيدا عن السنة و الكتاب .
و في الختام
أقول لكم
لنبتعد عن التشدد في الراي و نحسن الاستماع و الانصات للآخر و لا نتسرع في اصدار أحكامنا.
قال رسولنا الكريم (ص) : " التأني من الله، والعجلة من الشيطان "
قال الإمام ابن القيم : " إنما كانت العجلة من الشيطان، لأنها خفة وطيش، وحدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم. وتوجب وضع الشيء في غير محله، وتجلب الشرور وتمنع الخيور. وهي متولدة بين خلقين مذمومين، التفريق والاستعجال قلب الوقت