بادر بالأعمال الصالحة طوبى لمن بادر عمره القصير، فعمر به دار المصير، وتهيّأ لحساب النّاقد البصير، قبل فوات القدرة، وإعراض النّصير. قال عليه الصّلاة والسّلام:" بادروا بالأعمال سبعاً، هل تنتظرون إلا فقراً منسيّاً؟ أو غنىً مطغيّاً، أو مرضاً مفسداً، أو موتاً مجهزاً، أو هرماً مفنّداً، أو الدّجال، فشرّ غائب ينتظر، أو السّاعة، فالسّاعة أدهى وأمرّ ". كان الحسن يقول:" عجبت لأقوام أمروا بالزّاد، ونودي فيهم بالرّحيل، وجلس أوّلهم على آخرهم وهم يلعبون "، وكان يقول:" يا بن آدم: السّكين تشحذ، والتنّور يسجر، والكبش يعتلف ". وقال أبو حازم:" إنّ بضاعة الآخرة كاسدة، فاستكثروا منها في أوان كسادها، فإنّه لو جاء وقت نفاقها لم تصلوا فيها إلى قليل ولا كثير "، وكان عون بن عبد الله يقول:" ما أنزل الموت كنه منزلته، ما قد غدا من أجلكم، مستقبل يوم لا يستكمله، وكم من مؤمل لغد لا يدركه، إنّكم لو رأيتم الأجل ومسيره، بغضتم الأمل وغروره ". وكان أبو بكر بن عياش يقول:" لو سقط من أحدكم درهم لظلّ يومه يقول: إنّا لله، ذهب درهمي وهو يذهب عمره، ولا يقول: ذهب عمري، وقد كان لله أقوام يبادرون الأوقات، ويحفظون السّاعات، ويلازمونها بالطاعات "، فقيل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إنّه ما مات حتى سرد الصّوم ". وكانت عائشة رضي الله عنها تسرد، وسرد أبو طلحة بعد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أربعين سنةً، وقال نافع:" ما رأيت ابن عمر صائماً في سفره ولا مفطراً في حضره ".
:msn-wink::msn-wink::msn-wink:
:msn-wink::msn-wink::msn-wink: