إنّ الانتقال من المدرسة إلى الجامعة يعدّ نقلةً نوعيةً في حياة الطلاب من جانب الحياة والجانب الدراسي وغيرها، فيمتلك الطالب في الجامعة حريته للمرة الأولى تقريباً في حياته، وهذا في الواقع يكون سلاحاً ذا حدين، وأحيانا تسبب الخبرة القليلة لدى طلاب الجامعة في الحياة وعدم تقبّلهم للنصح من الآخرين يقل تحصيلهم في دراستهم يقلّ بشكلٍ كبيرٍ أثناء الجامعة، بسبب الحرية في الحياة الجامعية وتغيّر نمط الدراسة، ففي الجامعة يصبح الطالب بحاجةٍ ماسةٍ للاعتماد على نفسه بشكلٍ أكبر بكثيرٍ من السابق ويختلف هذا من شخصٍ إلى آخر بحسب تخصّصه وظروف حياته بشكلٍ عام، ولكن سنقدم بعض النصائح التي بإمكان الجميع اتباعها للدراسة في الجامعة بالطريقة الصحيحة والتي يمكن اتخاذها كقوانين عامةٍ تساعد على رسم الطريق لك: عليك في البداية أن تعرف أنّ السبب الرئيسي وراء وجودك في الجامعة هو الدراسة، فأنت هنا لتحصل على المعلومات التي ستفيدك في عملك طوال حياتك، والتي ستحصل منها على المال والتي ستفيد المجتمع عن طريقها. إن كنت مقبلاً على دخول جامعة ولم تحدد التخصص الذي ستدرسه، أو ما زلت قادراً على تغيير تخصصك الدراسي فتأكد من أن ما تدرسه هو ما تريده حقّاً، فلا تقم بدراسة أيّ شيءٍ كون من حولك أجبروك على دراسته أو تدخل أيّ تخصصٍ بسبب سماعك عن كونه جيداً، فقبل أن تدرس التخصص تأكد من حبّك له ففي 90% من الحالات سيكون هذا التخصص هو المحور الذي ستتمحور حوله الأربعون أو الخمسون سنةً المقبلة من حياتك. إنّ الخطوة الأولى للنجاح في دراستك الجامعية هي أن تلتزم بحضور جميع المحاضرات، فنحن جميعاً نواجه ذلك الشعور بالرغبة في التغيب عن الجامعة لعدم ميلنا إلى الخروج من المنزل في ذلك اليوم الحار أو في ذلك اليوم الماطر، أو أنّنا نلهو عن المحاضرات بسبب جلوسنا مع أصدقائنا وتشجيع كلّ واحدٍ منّا للآخر للتغيب عن المحاضرة، ولكنّ الأمر يتطلب الإرادة لمقاومة هذه الأمور جميعها والذهاب إلى المحاضرة وهو ما ستتمكن من عمله إن كانت لديك رؤيةٌ قويّةٌ للمستقبل الذي تريده والحياة التي ترغب في عيشها. عند حضور المحاضرة احرص على أن تكون حاضراً بالفعل، فلا تنام أو تلهو في المحاضرة (وهو ما قد يكون أمراً صعباً في كثيرٍ من الأحيان أيضاً) ولكن عليك التغلّب على ذلك عن طريق بعض الطرق ككتابة الملاحظات من وراء الأستاذ ومحاولة الجلوس في الصفوف الأولى وهي التي لن تتمكّن من النوم فيها. إنّ السبب الرئيسيّ للصعوبة أو الفشل في الدراسة في الجامعة هو مراكمة المادة الدراسيّة، فبعكس المدرسة قد يراكم الطالب الدراسة للامتحان ويتمكّن من الحصول على علامةٍ مرتفعةٍ في النهاية، ولكنّ هذا الأمر صعبٌ جداً في الجامعة أو أشبه بالمستحيل، فلن تستطيع الحصول على التميز إلّا إن كنت مواظباً على دراسة كلّ محاضرةٍ مباشرةً وعدم تأجيلها إلى وقت الامتحان. احرص على أن ترتب يومك بشكلٍ كامل، ففي المدرسة يكون يوم الطالب مرتباً فدوام المدرسة معروفٌ ويذهب الطالب بعده إلى البيت للدراسة وهكذا، ولكنّ الأمر مختلفٌ في الجامعة، فجدول الدراسة سيكون مختلفاً من طالبٍ إلى آخر ومن فصلٍ إلى آخر، ولهذا عليك أن ترتّب جدولك بحيث تحضر جميع محاضراتك وتحصل على كميةٍ كافيةٍ من النوم وأن تدرس جميع دروسك في وقتها والعمل إن كنت بحاجةٍ إلى ذلك، وهذه هي الأمور الأساسية التي يجب أن ترتبها، وإن تمكّنت من ترتيبها بالشكل الصحيح فسيكون لديك الكثير من الوقت للقيام بالنشاطات الأخرى التي تريدها، ولهذا فإنّ عليك استغلال جميع الأوقات كوقت ركوبك في الباص والفراغ بين المحاضرات، وأن تقوم بزيارة المكتبة من أجل الدراسة خلال هذا الوقت وليس في فترة الامتحانات فقط.
=
=