لقد حثنا الله ورسوله الكريم على بر الوالدين ولقد جعل اطاعة الوالدين وبرهما من الدرجات التي تدخلنا الجنة وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم):
دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر وكان أبر الناس بأمه . وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين.. ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14( إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا. إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!.. وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر. وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال :
(سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله فقال صلى الله عليه وسلم الصلاة في وقتها، قلت ثم أي قال بر الوالدين ، قلت ثم أي ، قال الجهاد في سبيل الله)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كُلُّ الذُنوبِ يُؤخّرُ اللهُ تعالى ما شاءَ مِنها إلى يومِ القيامةِ إلا عقوق الوالدين"
"ألا أدلُّكُم على أكبَرِ الكبائِر؟" قالوا : بلى يا رسولَ الله . قالَ : " الإشراكُ بالله وعُقوقُ الوالدَينِ"
وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
(جاء رجل إلى رسول الله فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله : ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما)
عن بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" (رواه الترمذي وصححه ابن حبان). عن أبي هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-"رغم أنفه..رغم أنفه..رغم أنفه.." قيل مَن يا رسول الله؟! قال"من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة" (رواه مسلم)
عن معاوية بن جاهمة- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: "هل لك أم"؟! قال: نعم..قال: "فالزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها" (رواه النسائي وابن ماجة بإسناد لا بأس به) .
عن أبي الدرداء- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الوالد أوسط أبواب الجنة" (صحيح- انظر حديث رقم: 7145 في صحيح الجامع) وقال- عليه الصلاة والسلام-: "ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ لا شكَّ فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده" (رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد)
وعن أبي بكرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "اثنان يعجِّلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين" (صحيح- انظر حديث رقم: 137 في صحيح الجامع) عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي- رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقيَ من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟! قال:"نعم..الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم).