حلمي | منتديات الدراسة الجزائرية

حلمي

"إربطو أحزمة الأمآنْ منْ فضلكمْ..، إلتزموا أمآكنكمْ.. لمْ يبقى سوى 5 دقآئقْ لإقلآع الطَّآئرة رقمْ 122 التَّآبعة للخطوطْ الجويَّة الإيطآليَّة.. "
و المتوجّهة منْ مطآرْ "هوآري بومدينْ" بالجزآئرْ..، إلى مطآرْ "ليونآردو دآفنتشي" بالعآصمة الإيطآليَّة رومآ.. إستعدُّو للإقلآعْ.. ( بصوتْ مضيفة الطّيرآنْ العذبْ و لو على مكبّرْ صوتْ).. "
.
أصوآتْ حقيقيَّة نآتجة عنْ إحتكآكْ عجلآتْ الطَّيرآنْ.. إنَّهُ ضجيجْ..، لكنَّهُ يغمرك بسعآدة روحآنيَّة.. وإحسآسْ غريبْ.. خليطْ منْ الإحسآسْ بالرَّآحة.. و إزآلة الغموضْ عن المستقبلْ..
.
تقلعُ الطَّآئرة..، إحسآسْ آخرْ رآئعّ..، و كأنَّ القفصْ الصَّدري إنفتحْ..، و خرجتْ منه تلكَ الدَّخآخينْ السَّآمة و مخلَّفآتْ ملئْ الرَّأسْ و تخريبْ العقلْ..
.
و تبديلهآ بأشعَّة و ضوءْ منيرْ.. و كأنَّه لهيبْ النَّجدة مع بريقْ في العينينْ، ينير ذلك القفصْ..، مع سرورْ و إبتسآمة عريضة..، يذهب العقلْ إلى مكآن بعيد بأفكآرْ كلُّهآ تفآئلْ..
.
الإنغمآسْ في التَّفكيرْ..، و الخروج بالمخيّلة إلى عآلمْ آخرْ..، إنَّه عآلم يتحآورُ فيه الإنسآنْ مع نفسه و شيطآنه في نفسْ الوقتْ.. فيتغلّب على كلآهمآ بفضلِ تلك الأشعَّة..
.
نسيآنْ معآنآة و مرآرة حيآة، إبتعآدْ جزئي عنْ محآولة التَّأدية بالنَّفسْ للهلآك، معرفة مدى قيمة الحيآة.. و إسترجآع نكهتهآ مع التَّخلي عنْ نكهة الغلية و البولينْ..
.
رفعْ الرَّأسْ بعدمآ كآن مطأطأَّ من هولِ التَّفكيرْ مع الجلوسْ في أحدْ مقآعدْ تلك الطَّآئرة البهيجة، و سمآعْ نفس الصَّوتْ اللذي تكلّم عبر المكبّرْ الصَّوتي قبَيلَ الإقلآعْ..
.
و لكنْ هذه المرَّة : على ركَّآب الطَّآئرة قمْ 122 التَّآبعة للخطوطْ الجويَّة الإيطآليَّة.. "allitalie" التَّأهُبْ للهبوطْ.. لمْ تبقى سوى 5 دقآئقْ على نزولِ الطَّآئرة.. و شكرآَّ
.
إلى أن يعود نفس الضَّجيجْ النَّآتجْ عن إحتكآكْ العجلتآنْ بطريقْ المحطَّة..، فتُفتحْ الأبوآبْ.. و من تمَّ النُّزولْ.. إستنشآقْ هوآءْ نقيّْ بعد أكثر من عقدينْ زمنيّينْ..
.
جرُّ الحقيبة بهدوءْ و السَّيرْ بخطوآتْ صغيرة و خآفتة..، مع دهشة بآدية على الملآمحْ.. تنعكسُ عن تلك الملآمح صورة حيَّة "لبرج بيزآ" و معآلمْ مدينة رومآ..
.
إختلآف جبَّآرْ في طرقآتْ و شوآرع تلك المنطقة..، زحمة في الأرصفة و المحلَّآتْ التّجآرية..، إبتسآمة مرسومة على وجوه أولئك النَّآسْ.. صوتْ منبّه الميترو..
.
و أحيآنآَّ رفعْ الرَّأس للأعلى..، و مشآهدة تصآميمْ تلك المبآني الشَّآمخة و إنسجآمهآ فيمآ بينهآ..، الوقوفْ أمآم أكبرْ محلّْ مبيعآتْ لمنتوجآتْ ".
.
الوآقعْ على مستوى الشَّآرع السَّآدسْ عشرْ..، مبنى رقمْ 32..، شمآليّ العآصمة "رومآ"..، التَّأملْ في آخر صيحآتْ الموضة العآلميَّة.. و طريقة عيشْ عصريَّة..
.
ذلك القميصْ الرَّمآديُّ الفآتحُ اللَّونِ..، تتغلغله خطوطْ رهيفة ، بلونّ قآتمْ يعطي منظرْ أجملْ للقميصْ، اللذي يكسو حمَّآلة الثّيآب تلكْ.. و بأسفله سروآلْ أبيضْ و بقمآشْ رفيعْ..
.
التَّقدُم نحو مدخلْ المحّلْ..، و التَّفكيرْ في إقتنآءْ تلك القطعتآنْ..، محآولة تغييرْ جذري حتَّى في الهيئة..، و كُلّْ مآ له علآقة بتلكَ الحيآة الأولى.. تلك اللّتي هي أكثرُ شبهة بالموتْ..
.
فقطْ بعد وضع القدمْ اليمنى على عتبة المدخلْ..، سمآع رنينْ يعتبرُ ضمن الرُّوتينْ..، من كثرة سمآعه كلّ صبآحْ..، إنَّه صوتُ الهآتف النَّقآلْ.. خيبة أخرى..
.
الرَّدُ على تلكَ المكآلمة الهآتفيَّة.. و سمآع مآ يلي: إنهضْ من النَّومْ يآ بُنّي.. لديكَ المزيدْ من الإنشغآلآتْ لتقومَ بهآ.. لآ تكُنْ مهملآَّ و كسولْ.. إنهضْ لقضآءْ أموركْ..
.
إنَّه صوتُ أمّـي..، عآدة مآ يقآطعني بعدمآ أغيصْ في نفسِ الحلمْ..مرآرآَّ و تكرآرآَّ..، حلمُّ لمْ يفآرقْ مخيّلتي.. و دآئمآَّ يرآودني إلى لحظة الإستيقآظْ من النَّومْ.. و العودة إلى قفصْ حديديّْ..
.
حتَّى صوتُ أمّـي و لآ أتمكّنُ منْ سمآعه مبآشرة و منْ دونِ ذلك الجهآزِ اللّعينْ..، وحيدْ و تآئه في ظلمآتْ هذآ الوطنْ و الوآقعْ الأليمْ..، أنهضُ و أقولْ نفسَ الجُملة يوميَّآ..
.
أقولْ: " يآ ربّي وقتآشْ تفرُجْ عليَّآ..، وقتآشْ نشوفْ الضَّوءْ..، وقتآشْ تخرّجني منّْ.. عييتْ" ..، ثُمَّ
أقومُ من الفرآشْ و أبدأ حكآية يومِ آخر ضآئع في لآ شيء..
.
 
يومك لن بضيع في لاشيء
تماسك بحلمك فل تسعى اليه اجعل حلمك حقيقة اشتهد وواجه القدر بحلوه ومر
وسترى السعادة قادمت اليك
 
عودة
أعلى