الضياع في مدينة الأحلام .. | منتديات الدراسة الجزائرية

الضياع في مدينة الأحلام ..

______.القصة______
في احد الأيام كنت اتجول في مدينة باريس العتيقة تحت امطار خفيفة
ممسكا بمطاريتي التي لاتفارق يداي طيلة الشتاء .. فهيا آنيستي ورفيقتي دربي
فاذا بي أري فتاة اية في الجمال
اهلكتها تلك الأمطار
فتقدمت اليها بخطوات مترنحة لاني كنت تحت تأثير الكحول
فقلت لها لمادا انتي وحدك يا انسة لمادا انتي بدون مطارية
فقالت لي انها اضاعت مفاتيح سيارتها ومنزلها
وانها تبحث عنهم
بحثت معها لاكن دون جدوى لم نجدهم
فقلت لها يا انسة لمادا لا تبيتين عندي هده الليلة وبعدها لكل مقام مقال
اركبتها سيارتي المرسدس السوداء
وطوال الطريق وانا احدق فيها لاقد كانت جميلة جدا فقد عشقت اعينها الجميلتين ذاتا اللون الأزرق الشبيهتين الي زرقة البحر
ولون شعرها الأصفر وكأنه رمل البحر
يا إلاهي هل انه عشق من اول نظرة
لم أبالي بما يدور في رأسي فأكملت طريقي
ثم نظرت اليها من جديد لاني أحسست انها خائفة مني
سئلتها هل انتي خائفة يا انستي!
فقالت لي بصوة حنين وبتردد لا يا سيدي اني احس بي الأمان معك
قلت لها حسنا هل انتي جائعة قالت لي نعم
فدهبنا الي إحدي المطاعم الفاخرة
فجلسنا وبقينا نتبادل اطراف الحديث
فقالت لي من انت يا سيدي لماذا شخصيتك غامضة لماذا لا تتحدث كثيرا لماذا بالك مشغول
فقلت لها يانسة انا شاب عربي هربت الي بلدكم من الفقر والذل لاكني
لم اجد ما جئت من أجله فقد مللت العيش وحدي بعيد ان أهلي واصدقائي مللت نظرة الناس الي علي أني غريب
بكل صراحة يا انستي لقد مللت من هته الدنيا
والذل لاكني
لم اجد ما جئت من أجله فقد مللت العيش وحدي بعيد ان أهلي واصدقائي مللت نظرة الناس الي علي أني غريب
بكل صراحة يا انستي لقد مللت من هده الدنيا .......
تنهدت تلك الفتاة وتأسفت علي حالي
ثم قالت لا عليك انا معك
يا الاهي مدا قالت هل هدا حلم ام حقيقة
لم استطع ان اقول لها اعيديها يا انستي لأن لساني قد تعقد
حتي اني ضننت أن قلبي قد توقف في تلك اللحظة
ثم وجدت نفسي وحيدا اصارع الأسئلة التي في رأسي مابها هده الفتاة ما قصتها انها تخفي شئ
نظرت الى وجهيها فتغير قلت في نفسي هذه فتات تحمل هما ثم سألتها ما بك يا انسة هل تريدين قول شئ
فصمتت قليلا ثم اجهشت بلبكاء
تفاجأت كثيرا لردت فعلها هده ولم أجد مادا أفعل لأني علمت انها تحمل هم أكثر مني
ثم اقتربت منها ومسحت الدموع من وجهها الجميل
ثم سألتها مابكي يا انستي قولي لي فربما يمكنني مساعدتك!!!
فقالت لا أحد يمكنه مساعدتي يا سيدي
فقد توفيا والداي واختي في حادث مرور مند ثلاثة أشهر
لم أستطع تحمل عذاب فراقهم أردت اللحاق بهم لاكن شئ في داخلي منعني من الإنتحار أحسست أنه سيأتي من يعوضني علي هدا الفراق ......وينسيني مرارة الأشهر الماضية..... لقد تعبت يا سيدي
وضعت يدي علي فمها لأني لم أستطع تحمل كلامها فقد تأثرت كثيرا لحالها
ثم جذبتها الي صدري وقلت لها لاتبكي يا انستي هدا قضاء الله وقدره
ولابد ان تقتنعي بما أصابك
وإن اردتي سأكون أنا سندك الدائم سأكون بمثابة الأب والاخ والزوج
تفاجأت الفتاة لكلامي هدا فقالت لي الي هده الدرجة تشفق علي..
قلت لها لا فمنذ أن رأيتك شعرت أن شئ يجذبني إليك....وكأن القدر أراد أن يجمع بيننا مند زمن طويل فأنا كنت أريد العودة الي بلدي ولا كن شئ ما منعني شئ داخل قلبي كل ما إقتربت اليه زاد خفقاناً
الي أن إلتقيت بك..
حينها تأكدت أنكي انتي هيا الشئ الجميل الدي خبئه إليا القدر
بكل بساطة يا انستي لقد احببتك من أول نظرة ....من أول ابتسامة ....من أول كلمة ...
وكم أتمني أن أكمل معك بقية حياتي ......
ابتسمت تلك الفتاة ..والدموع تنهمر من اعينها ..
دموع زادتها جمال ..دموع تمنيت أن لا تنتهي لكي أغرق في جمالها ...
إحتظنتها وإتجهنا نحو سيارة المرسيدس .. علي الرغم من كل الحب الذي أكنه لها ... إلي أني فتلك اللحظة كنت آراها لعينة تنظر إلي بحقد وغيرة
عند صعودنا للسيارة لم آحس بلإطمئنان الذي تعودت عليه عند ركوبها ... فشئ ما بداخلي يحثني علي التراجع ..
لم آبالي فقد كان همي الوحيد الوصول إلي المنزل فلثلوج بدآت تتهاطل ...
أدرت المفتاح ...المرسيدس العينة لا تستجيب .. مذا دهاك ايتها الساقطة . لم أتعود علي عصيانك.
حاولت مرارا وتكرارا حتى إشتغل المحرك ..
إنطلقت مسرعا فالطريق تكاد تنغلق بسبب تراكم الثلوج .. ويا ليتني لم آسرع ..
ففي أول منعرج إنزلقت تلك اللعينة وإنقلبت ....
فمعي كل إنقلاب تفكيري معي تلك الجميلة التي بجانبي... فأنا لم أعرف إسمها بعد ... فكل ما آعرفه آنها آخدت قلبي معها ..
مر شهر وأنا ممدد في المشفي ..وبعض الأجهزة ملتسقت في جسدي الهزيل...
حاولت معرفت مذا حصل وأين أنا ... ليقاطعني صوت الممرضة تصرخ ..لقد فاق المريض ...
ليلتم من حولي الطبيب والممرضات.. يطلبوني مني تحريك يدي ..وأعيني ..
حاولت التكلم .. لاكن لساني تعقد ... وكأنه لا يردني أن أسئل..
لتقاطع تفكيري إحدي الممرضات أو بلآحري إحدي المشؤومات ..
لتزف علي خبر وفاة من كانت معي ..
فتلك اللحظة أحسست أن قلبي قد توقف ... لتنزل أول دمعة ..
فأعيني لم تدمع منذ أن فارقت أهلي
..وهاهيا تدمع مجددا بعد سنوات من الجفاف ...
حاولت أن أمنعها من النزول وان اثبت شجاعتي .. ولاكن قلبي من كان يتحكم بها ..
ولاكن فلنهاية إقتنعت أنا حظي تعيس ولابد أن أرضي به .. فلحزن لن يغير شئ
إجتزت آخر أسبوع لي في المستشفي ..وكان أول يوم آري فيه النور ...
بعد ذالك اليوم اللعين .. خرجت مسرعا وكلي آمل في أن أكون في حلم ... وآني لم آلتقي تلك الفتاة ..
حولت نسيان مذا حدث .. لاكن ضميري يآنبني ... ويهمس في آذني .آنت سبب التعاسة التي عليها اليوم ..وغدا ..وإلي الآبد ..
فارقت آهلك ..وهاقد كنت السبب في مقتل تلك الفتاة البريئة ..
كنت آسمع صدي هته المعاتبة بين الآزقة وآري إبتسامتها كلما نظرت إلي السماء ....
آردت أن آدافع عن نفسي ..آردت أن آصرخ معاتبا الطبيعة التي كانت ضدي
لم آستطع فعل ذالك فمهما فعلت لن يجبني آحد ..
ذهبت مباشرة إلي منزلي
حملت أمتعتي وعدت إلي بلدي ... لعلي وعسي أن آنسي قليلا ...
لم آشئ أن آنظر خلفي ..ولا حتي رئيت قبر تلك الفتاة لآخر مرة ..
همي الوحيد رئيت أهلي من جديد ...
عدت وعاد معي خيالها ..ظحكتها .. أعينها .. وكأنها لم تمت
فصرت أقابل البحر كل يوم حامل قرورة الخمر .... فأري صورتها معي كل موجة ..
أعاتب نفسي تارتاً ...والبحر تارتاً أخرى لأنه كما حمل بسمتي وآملي في بداية رحلتي حمل كئابتي في نهايتها ..
______إنتهى.______
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى