لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة. لا تضع كلّ أحلامك في شخص واحد، ولا تجعل رحلة عمرك وجه شخص تحبّه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أنّ نهاية الأشياء هي نهاية العالم فليس الكون هو ما تراه عيناك. لا تنتظر حبيباً باعك وانتظر ضوءاً جديداً يمكن أن يتسلّل إلى قلبك الحزين فيعيد لأيامك البهجة ويعيد لقلبك نبضه الجميل. لا تحاول البحث عن حلم خذلك، وحاول أن تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد. لا تنظر الى الأوراق التي تغيّر لونها وبهتت حروفها، وتاهت سطورها بين الألم والوحشة، سوف تكتشف أنّ هذه السطور ليست أجمل ما كتبت، وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطّرت، ويجب أن تفرّق بين من وضع سطورك في عينيه، ومن ألقى بها للرياح، لم تكن هذه السطور مجرّد كلام جميل عابر، ولكنّها مشاعر قلب عاشها حرفاً حرفاً، ونبض إنسان حملها حلماً واكتوى بنارها ألماً. لا تكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف، فلا شيء في الدنيا يستحقّ من دمك نقطة واحدة. إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك، وحاصرتك تلال الجليد من كل مكان، فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء النقي وانظر بعيداً فسوف ترى أسراب الطيور وقد عادت تغنّي، وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبيّة فوق أغصان الشجر لتصنع لك عمراً جديداً وحلماً جديداً، وقلباً جديداً. علّمتني الحياة أنّني عندما أفرح أظهر فرحتي لأسعد بها من حولي، وعندما أحزن أواري حزني كما يخفي الربيع آثار الخريف. علمتني الحياة أن أكون مثلها وأن أرتدي ثوب الطهر والعفاف. علمتني الحياة أن أكون ناعمة مثل أوراقها وصلبة كالجذور، وخشنة كالساق، وطيبة كالعطر. علّمتني الحياة أن أكون كالتربة الخصبة أعطي من يزرع في ثمره دون انتظار المقابل. الحياة دمعتان: دمعة لقاء ودمعة وداع، والأصعب من ذلك دمعة لقاءٍ بعد الفراق. علّمتني الحياة أن أجعل قلبي مدينةً بيوتها المحبّة، وطرقها التّسامح والعفو، وأن أعطي ولا أنتظر الرد على العطاء، وأن أصدق مع نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني، وعلّمتني أن لا أندم على شيءٍ، وأن أجعل الأمل مصباحاً يرافقني في كلّ مكان.