أجر الصبر عند الابتلاء ~ للشيخ مشاري الخراز
أجر الصبر عند الابتلاء ~
للشيخ مشاري الخراز
بسْم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين
- المصائب التي تقع على الانسان في الحياة الدنيا تكفر عنه خطاياه
- والناس تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : تقع عليه المصيبة ولكن لا تتكفر عنه ذنوبه .
الثاني : تتكفر ذنوبه فقط .
الثالث : تتكفر ذنوبه وأيضاً يثاب ويؤجر في نفس الوقت
- نلاحظ ؛
ان الاول : الذي لا تتكفر ذنوبه ،هو الذي لا يصبر وان الذي لم يصبر عند الصدمة الأولى فان ذنوبه لا تتكفر حتى ولو صبر بعد ذلك.
الثاني : الذي يصبر وتتكفر ذنوبه ولكن بشرط أن يكون الصبرعند بداية المصيبة فإذا صبرت عند بداية المصيبة فأبشر بالمغفرة .
فنلاحظ ان القسم الثاني هو الذي يصبر على البلاء دون احتساب الأجر فتتكفر ذنوبه ولكنه لا يحصل على الثواب،
قال رسول الله صَل الله عليه وسلم : انما الصبر عند الصدمة الأولى.
ويقول تعالى : (( يا ابن آدم ان صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لن أرضى لك ثوابا دون الجنة )) يعني أقل شئ الجنة ولك أن تتخيل ما هو اكثر من الجنة.
الثالث : هو أعلى الناس الذي تتكفر سيئاته ويؤجر أيضاً لأنه زيادة على الصبر على البلاء فانه احتسب الأجر.
- معنى احتساب الأجر :
أي أنه يرجو من الله أن يؤجره على صبره فهو ينتظر من الله الثواب على ذلك، فمن الناس من يصبر على المصيبة ولكنه لا يقع في قلبه استحضار الأجر والثواب على ذلك ،
ومنهم من يصبر ويحتسب الأجر والثواب من الله ولا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يساوي بين الاثنين (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )).
- اذا كانت المصيبة بأسباب سماوية فعليك الصبر والاحتساب فيها.
- وإذا كانت المصيبة بسبب مخلوق فهذه فيها باب إضافي من الأجر والثواب وهو باب العفو ،فكلما كان الظلم الذي وقع عليك أكبر فبالمقابل الأجر والثواب أكثر بكثير ولن يزداد ذنبهم في حقك عظماً إلا ازداد العفو فضلاً.
- يقول الخليفه المعتصم بالله لذة العفو أعذب من لذة الانتقام.
- وقال الحسن اذا جلست الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودي فليقم من كان له أجر على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس في الدنيا ، قال تعالى (( فمن عفى وأصلح فأجره على الله )).
- لا تنظر الى ما تريده نفسك من الانتقام ولكن انظر الى ما يحبه الله في هذه المواقف وان يكون العفو على مرارته أحب إلينا مما نريد من الانتقام وهذه نظرة رفيعه نادره وهي ان تقدم الله على نفسك .
- قال صلى الله عليه وسلم تلقت الملائكة روح رجل من قبلكم فسألوه الملائكة: هل فعلت من خير،
قال : لا ..
قالوا: تذكر؟
قال :كنت أتجاوز عن الناس ،
فقال الله أنا أحق بذلك منك فتجاوزوا عن عبدي .
مراتب من صبر واحتسب على الابتلاء :
المرتبة الأولى : مرتبة عامة
المرتبة الثانية : مرتبة خاصة
المرتبة الثالثة : مرتبة خاصة الخاصة
١- العامة :
- الذين يصبرون ويحتسبون عند المصائب ولكنهم كارهون ما حصل لهم ،وهذا تكفر عنه سيئاته ويؤجر ولا حرج عليه أنه كاره لما أصابه لأن هذا يوافق طبيعة البشرية بشرط ان لا يقول إلا خيراً ولا يفعل إلا خيراً.
- ان صبر الانسان واحتسب فان هذا هو الرزق الحقيقي،
قال صلى الله عليه وسلم : ما رزق الله العبد خير له ولا أوسع من الصبر.
وقال عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليكون له عند الله المنزلة ولا يبلغها بعمله فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها .
٢- الخاصة :
- هم الذين يصبرون ويرضون بالبلاء وهي مرحلة أعلى من مرتبة العامة فهنا صبر ورضا .
- اذا أحسست بشعور الرضا عن الله فسيرضى هو عنك سبحانه قال صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله سبحانه وتعالى اذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .
٣- قمة المراتب وهي مرتبة خاصة الخاصة الذين يفرحون بالبلاء اذا نزل بهم ويشكرون الله تعالى .
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا أحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء من احدكم في العطاء .
- الوصول الى مرتبة خاصة الخاصة يعتمد على قوة الإيمان فإذا كان عندك اعتقاد قوي فإنك في الحقيقة لن تحزن على البلاء وليس فقط سترضى به بل ستصل الى مرتبة الفرح.
- أسباب فرح الانسان بالبلاء :
١- ان يعلم الانسان ان هذه المصيبة أهون من مصائب أخرى أعظم من هذه.
٢- علمك بالأجر الذي ستحصل عليه في هذه المصيبة ، سئل أحد الصالحين أصابه جرح ألا يؤلمك قال حلاوة أجره ذهب مرارة ألمه.
٣- اليقين بان هذه المصيبة خير لك لانها من تقدير رب العالمين الذي هو أرحم الراحمين وهو ارحم لك من أمك وأبيك ، فإذا كان هذا اختياره فلا شك انه أفضل اختيار.
- قد لا يظهر لك سبب الخيرة الآن لكن سنعرفه آجلاً ام عاجلاً .
أسأل الله تعالى أن يسعدنا واياكم بتقواه وان يجعلنا نخشاه كأننا نراه وان يجعل ذنوبنا مكفرة مغفورة ،قد بدلت من سيئات الى حسنات .
اللهم آميين والحمد لله رب العالمين
أجر الصبر عند الابتلاء ~
للشيخ مشاري الخراز
بسْم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين
- المصائب التي تقع على الانسان في الحياة الدنيا تكفر عنه خطاياه
- والناس تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : تقع عليه المصيبة ولكن لا تتكفر عنه ذنوبه .
الثاني : تتكفر ذنوبه فقط .
الثالث : تتكفر ذنوبه وأيضاً يثاب ويؤجر في نفس الوقت
- نلاحظ ؛
ان الاول : الذي لا تتكفر ذنوبه ،هو الذي لا يصبر وان الذي لم يصبر عند الصدمة الأولى فان ذنوبه لا تتكفر حتى ولو صبر بعد ذلك.
الثاني : الذي يصبر وتتكفر ذنوبه ولكن بشرط أن يكون الصبرعند بداية المصيبة فإذا صبرت عند بداية المصيبة فأبشر بالمغفرة .
فنلاحظ ان القسم الثاني هو الذي يصبر على البلاء دون احتساب الأجر فتتكفر ذنوبه ولكنه لا يحصل على الثواب،
قال رسول الله صَل الله عليه وسلم : انما الصبر عند الصدمة الأولى.
ويقول تعالى : (( يا ابن آدم ان صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لن أرضى لك ثوابا دون الجنة )) يعني أقل شئ الجنة ولك أن تتخيل ما هو اكثر من الجنة.
الثالث : هو أعلى الناس الذي تتكفر سيئاته ويؤجر أيضاً لأنه زيادة على الصبر على البلاء فانه احتسب الأجر.
- معنى احتساب الأجر :
أي أنه يرجو من الله أن يؤجره على صبره فهو ينتظر من الله الثواب على ذلك، فمن الناس من يصبر على المصيبة ولكنه لا يقع في قلبه استحضار الأجر والثواب على ذلك ،
ومنهم من يصبر ويحتسب الأجر والثواب من الله ولا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يساوي بين الاثنين (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )).
- اذا كانت المصيبة بأسباب سماوية فعليك الصبر والاحتساب فيها.
- وإذا كانت المصيبة بسبب مخلوق فهذه فيها باب إضافي من الأجر والثواب وهو باب العفو ،فكلما كان الظلم الذي وقع عليك أكبر فبالمقابل الأجر والثواب أكثر بكثير ولن يزداد ذنبهم في حقك عظماً إلا ازداد العفو فضلاً.
- يقول الخليفه المعتصم بالله لذة العفو أعذب من لذة الانتقام.
- وقال الحسن اذا جلست الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودي فليقم من كان له أجر على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس في الدنيا ، قال تعالى (( فمن عفى وأصلح فأجره على الله )).
- لا تنظر الى ما تريده نفسك من الانتقام ولكن انظر الى ما يحبه الله في هذه المواقف وان يكون العفو على مرارته أحب إلينا مما نريد من الانتقام وهذه نظرة رفيعه نادره وهي ان تقدم الله على نفسك .
- قال صلى الله عليه وسلم تلقت الملائكة روح رجل من قبلكم فسألوه الملائكة: هل فعلت من خير،
قال : لا ..
قالوا: تذكر؟
قال :كنت أتجاوز عن الناس ،
فقال الله أنا أحق بذلك منك فتجاوزوا عن عبدي .
مراتب من صبر واحتسب على الابتلاء :
المرتبة الأولى : مرتبة عامة
المرتبة الثانية : مرتبة خاصة
المرتبة الثالثة : مرتبة خاصة الخاصة
١- العامة :
- الذين يصبرون ويحتسبون عند المصائب ولكنهم كارهون ما حصل لهم ،وهذا تكفر عنه سيئاته ويؤجر ولا حرج عليه أنه كاره لما أصابه لأن هذا يوافق طبيعة البشرية بشرط ان لا يقول إلا خيراً ولا يفعل إلا خيراً.
- ان صبر الانسان واحتسب فان هذا هو الرزق الحقيقي،
قال صلى الله عليه وسلم : ما رزق الله العبد خير له ولا أوسع من الصبر.
وقال عليه الصلاة والسلام ان الرجل ليكون له عند الله المنزلة ولا يبلغها بعمله فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها .
٢- الخاصة :
- هم الذين يصبرون ويرضون بالبلاء وهي مرحلة أعلى من مرتبة العامة فهنا صبر ورضا .
- اذا أحسست بشعور الرضا عن الله فسيرضى هو عنك سبحانه قال صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله سبحانه وتعالى اذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .
٣- قمة المراتب وهي مرتبة خاصة الخاصة الذين يفرحون بالبلاء اذا نزل بهم ويشكرون الله تعالى .
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا أحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء من احدكم في العطاء .
- الوصول الى مرتبة خاصة الخاصة يعتمد على قوة الإيمان فإذا كان عندك اعتقاد قوي فإنك في الحقيقة لن تحزن على البلاء وليس فقط سترضى به بل ستصل الى مرتبة الفرح.
- أسباب فرح الانسان بالبلاء :
١- ان يعلم الانسان ان هذه المصيبة أهون من مصائب أخرى أعظم من هذه.
٢- علمك بالأجر الذي ستحصل عليه في هذه المصيبة ، سئل أحد الصالحين أصابه جرح ألا يؤلمك قال حلاوة أجره ذهب مرارة ألمه.
٣- اليقين بان هذه المصيبة خير لك لانها من تقدير رب العالمين الذي هو أرحم الراحمين وهو ارحم لك من أمك وأبيك ، فإذا كان هذا اختياره فلا شك انه أفضل اختيار.
- قد لا يظهر لك سبب الخيرة الآن لكن سنعرفه آجلاً ام عاجلاً .
أسأل الله تعالى أن يسعدنا واياكم بتقواه وان يجعلنا نخشاه كأننا نراه وان يجعل ذنوبنا مكفرة مغفورة ،قد بدلت من سيئات الى حسنات .
اللهم آميين والحمد لله رب العالمين