الدنيا دار سفر لا دار إقامة
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ، وبعد....
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه,,,
أحبتي في الله ...
الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور , وفيها نختبر من الله
فهو لم يخلقنا فيها إلا للعبادة والطاعة
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) الذاريات.
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
وفيها ألوان من البلاء, قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) الملك.
( ليبلوكم ) أي ليعاملكم معاملة المختبر؛ أي ليبلو العبد بموت من يعز عليه ليبين صبره، وبالحياة ليبين شكره.
وقيل: خلق الله الموت للبعث والجزاء، وخلق الحياة للابتلاء.
ولنعلم إن الدنيا لم تخلق صافيه بلا كدر فلابد لنا من مقابله البلاء بالصبر وعدم التسخط والتذمر, فمن صبر ورضي فله الرضا والأجر العظيم من الله الكريم ، أما من سخط واعترض
على أقدار الله التي أصابته ولم يرض بها ، ولم يصبر عليها فله السخط.
قال الشاعر:
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
فالإنسان يعايش الكبد في أطوار حياته كلها، منذ بدأ خلّقه في بطن أمه حتى ينتهي إلى سكرات الموت
و مفارقة الحياة..هكذا قدّر الخالق علينا
قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) الملك.
قال صلى الله عليه وسلم: "ما لي و للدنيا و ما للدنيا و ما لي ! و الذي نفسي بيده ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح و تركها .
تخريج السيوطي
(حم ك) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5669 في صحيح الجامع.
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
فالله أنعم علينا بنعمة العقل وميزنا بها وعرفنا طريق الخير وطريق الشر , وعلمنا حكمة الله في خلقه, قال تعالى: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)) البلد.
أي وبينا له طريقي الخير والشر، والهدى والضلال، ليسلك طريق السعادة، ويتجنب طريق الشقاوة , قال ابن مسعود: {النَّجْدَيْنِ} الخير والشر..
كذلك فالله لم يتركنا هكذا بل أرسل لنا الرسل مبشرين ومنذرين قال تعالى : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)) البقرة.
ليس لدينا عذر بعد هذا, كل شيء أمامنا واضح كوضوح الشمس في كبد السماء فأي الطريقين سنسلك؟؟!!
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
لذلك سأنطلق بكم أحبتي في رحله قصيرة نعيش معها أحداث حياة شخص, لنقرأ سطور من رسالته التي ألقاها بجانبه فماذا يقول فيها؟؟ ...
فتحت عيناي على الدنيا فوجدت أن ملذاتها تكاد لا تنتهي وشهواتها لا تنقطع تجرعت منها الكؤوس على لذة لعلي أن أجد ما يريح نفس قد حبستها بين أضلعي ,كالملكة وأنا خادم لها تسيرني كيفما شاءت وتطلب دون أن أتذمر أجاهد لأجل إسعادها لا أكل ولا أمل متربعة على عرش قلبي الذي بنيته لها كل ما قالت فلان !!
قلت لها لبيك وسعديك عبدك بين يديك سليني ما شئتِ فوالله لا أرد لك طلباً ما حييت ,فبدأت معها رحلتي لإسعادها ..
كنت شاب لاهي مفرط افتتنت بالدنيا وكنت أتلذذ بمفاتنها واحدة تلوى الأخرى وما أرى إلا إن ذلك
لا يزيدني إلا عطش مهما ارتويت منها وكلما تجرعت كأساً من كؤوس مفاتنها أرغب بالكأس الآخر وهكذا دواليك
وكنت أبحث عن السعادة التي فقدتها أو بالأصح فقدتها نفسي التي تأمرني بالسوء لترضى....
وكنت أرى جموع المصلين وحشود من الطائعين الذاكرين وأتعجب أي حياة يعيشونها ؟؟كيف تقيدهم العبادة!!!
وكنت أسخر لحالهم ولكن على رغم كل ما أنا فيه من لهو إلا إنني في ضيق وكدر مع إنني غارق ما بين كأس وغانيه ,وكل ما أريده تأتي به لي الدنيا على طبق من ذهب وكنت ابني سوراً من ملذات الدنيا وبنيته طوبه طوبه من معصية وأنا على حالي كنت أجد بين الفينة والأخرى ضيق وكدر فكنت كلما وجدتها هكذا ارتقي في بنائي للسور لعلي ارتقي الجبال لأتنفس الصعداء فكل ما انتهيت من طوبة معصية آخذ طوبة أخرى, حتى وجدت أنه لا فائدة من ذلك لا شيء أسعدها فأحسست أنني أختنق واجد ضيقه في صدري لا أطيقها, فنفسي لم تجد ما يريحها فضقت ذرعاً وضاقت على الدنيا بما رحبت وأحسست وكأنني أتنفس من سم الخياط وأنا في سكري وعهري صعدت على سوري فانتحرت منه ...انتهى
نعم مات وهو على معاصيه لم يتب منها
الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على نبي الأمم ، سيدنا محمد الأجل الأكرم ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الأعظم ، وبعد....
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه,,,
أحبتي في الله ...
الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور , وفيها نختبر من الله
فهو لم يخلقنا فيها إلا للعبادة والطاعة
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)) الذاريات.
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
وفيها ألوان من البلاء, قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)) الملك.
( ليبلوكم ) أي ليعاملكم معاملة المختبر؛ أي ليبلو العبد بموت من يعز عليه ليبين صبره، وبالحياة ليبين شكره.
وقيل: خلق الله الموت للبعث والجزاء، وخلق الحياة للابتلاء.
ولنعلم إن الدنيا لم تخلق صافيه بلا كدر فلابد لنا من مقابله البلاء بالصبر وعدم التسخط والتذمر, فمن صبر ورضي فله الرضا والأجر العظيم من الله الكريم ، أما من سخط واعترض
على أقدار الله التي أصابته ولم يرض بها ، ولم يصبر عليها فله السخط.
قال الشاعر:
طبعت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
فالإنسان يعايش الكبد في أطوار حياته كلها، منذ بدأ خلّقه في بطن أمه حتى ينتهي إلى سكرات الموت
و مفارقة الحياة..هكذا قدّر الخالق علينا
قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)) الملك.
قال صلى الله عليه وسلم: "ما لي و للدنيا و ما للدنيا و ما لي ! و الذي نفسي بيده ما مثلي و مثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من النهار ثم راح و تركها .
تخريج السيوطي
(حم ك) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5669 في صحيح الجامع.
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
فالله أنعم علينا بنعمة العقل وميزنا بها وعرفنا طريق الخير وطريق الشر , وعلمنا حكمة الله في خلقه, قال تعالى: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)) البلد.
أي وبينا له طريقي الخير والشر، والهدى والضلال، ليسلك طريق السعادة، ويتجنب طريق الشقاوة , قال ابن مسعود: {النَّجْدَيْنِ} الخير والشر..
كذلك فالله لم يتركنا هكذا بل أرسل لنا الرسل مبشرين ومنذرين قال تعالى : (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213)) البقرة.
ليس لدينا عذر بعد هذا, كل شيء أمامنا واضح كوضوح الشمس في كبد السماء فأي الطريقين سنسلك؟؟!!
الدنيا دار سفر لا دار إقامة
لذلك سأنطلق بكم أحبتي في رحله قصيرة نعيش معها أحداث حياة شخص, لنقرأ سطور من رسالته التي ألقاها بجانبه فماذا يقول فيها؟؟ ...
فتحت عيناي على الدنيا فوجدت أن ملذاتها تكاد لا تنتهي وشهواتها لا تنقطع تجرعت منها الكؤوس على لذة لعلي أن أجد ما يريح نفس قد حبستها بين أضلعي ,كالملكة وأنا خادم لها تسيرني كيفما شاءت وتطلب دون أن أتذمر أجاهد لأجل إسعادها لا أكل ولا أمل متربعة على عرش قلبي الذي بنيته لها كل ما قالت فلان !!
قلت لها لبيك وسعديك عبدك بين يديك سليني ما شئتِ فوالله لا أرد لك طلباً ما حييت ,فبدأت معها رحلتي لإسعادها ..
كنت شاب لاهي مفرط افتتنت بالدنيا وكنت أتلذذ بمفاتنها واحدة تلوى الأخرى وما أرى إلا إن ذلك
لا يزيدني إلا عطش مهما ارتويت منها وكلما تجرعت كأساً من كؤوس مفاتنها أرغب بالكأس الآخر وهكذا دواليك
وكنت أبحث عن السعادة التي فقدتها أو بالأصح فقدتها نفسي التي تأمرني بالسوء لترضى....
وكنت أرى جموع المصلين وحشود من الطائعين الذاكرين وأتعجب أي حياة يعيشونها ؟؟كيف تقيدهم العبادة!!!
وكنت أسخر لحالهم ولكن على رغم كل ما أنا فيه من لهو إلا إنني في ضيق وكدر مع إنني غارق ما بين كأس وغانيه ,وكل ما أريده تأتي به لي الدنيا على طبق من ذهب وكنت ابني سوراً من ملذات الدنيا وبنيته طوبه طوبه من معصية وأنا على حالي كنت أجد بين الفينة والأخرى ضيق وكدر فكنت كلما وجدتها هكذا ارتقي في بنائي للسور لعلي ارتقي الجبال لأتنفس الصعداء فكل ما انتهيت من طوبة معصية آخذ طوبة أخرى, حتى وجدت أنه لا فائدة من ذلك لا شيء أسعدها فأحسست أنني أختنق واجد ضيقه في صدري لا أطيقها, فنفسي لم تجد ما يريحها فضقت ذرعاً وضاقت على الدنيا بما رحبت وأحسست وكأنني أتنفس من سم الخياط وأنا في سكري وعهري صعدت على سوري فانتحرت منه ...انتهى
نعم مات وهو على معاصيه لم يتب منها