إياك ومعاصي الخلوات | منتديات الدراسة الجزائرية

إياك ومعاصي الخلوات

إياك ومعاصي الخلوات





إياك ومعاصي الخلوات

إذا خلوا بالمعاصي بين الحيطان والجدران ارتكبوها وفعلوها.. ولا يبالون بنظر الله عز وجل لهم.. ولا باطلاع الله تبارك وتعالى عليهم.. إذا غابت عنك عين أبيك.. أو غابت عنك عين أمك.. أو غابت عنك عين زوجتك وأختك وأخيك.. فإياك إياك أن تغيب عنك عين الله عز وجل.. إياك إياك أن تنظر إلى الله عز وجل كما تنظر إلى غيره من البشر.. لا تظن عند إغلاق الباب والاختفاء عن الناس أنه لا أحد يراك.. بل الله عز وجل يراك..

دمعة تائب
( ذنوب الخلوات..)

هي تلك الآفات.. التي يُبتلى بها بعض الناس عندما تغيب عنهم الأنظار..
ينظر ذات اليمين.. وذات الشمال.. وينظر للأمام.. وينظر للوراء..
لكن! لا ينظر إلى فوق.. لا ينظر إلى السماء!
إنها تلك المخالفات التي يقع فيها كثير من الناس عندما يختلون بأنفسهم,,
لا يبالي بنظر الله له.. لا يستحي من الله..
والله أحق أن يُستحى منه سبحانه وتعالى..
(( { فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} )) التوبة: 13

( ذنوب الخلوات.. )
سبب للمهلكات..
وسبب للبعد عن الله عز وجل..
وسبب للضياع والهلاك والفناء..

(({ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} )) الشعراء: 89
(( { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} )) الحاقة: 18
جاء في الصحيح من الخبر من حديث ثوبان رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

( ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا
فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا....قال ثوبان يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم
قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ))
وهذا حال الصالحين يخشون أن يكونوا ممكن كتب عليهم الحرمان..
يخشون أن يكونوا من أهل الضياع.. يخشون أن يكونوا ممكن يُحرمون

لذة النظر إلى وجه الله عز وجل.. يخشون أن تبدل حسناتهم سيئات.. وأن تطير أعمالهم هباء منثورا
فقال رسول الله
(( أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوهاا))
(( { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا })) النساء
[
إذا خلوا بالمعاصي بين الحيطان والجدران ارتكبوها وفعلوها..
ولا يبالون بنظر الله عز وجل لهم.. ولا باطلاع الله تبارك وتعالى عليهم..

إذا غابت عنك عين أبيك.. أو غابت عنك عين أمك..
أو غابت عنك عين زوجتك وأختك وأخيك..
فإياك إياك أن تغيب عنك عين الله عز وجل..
إياك إياك أن تنظر إلى الله عز وجل كما تنظر إلى غيره من البشر..
لا تظن عند إغلاق الباب والاختفاء عن الناس أنه لا أحد يراك..
بل الله عز وجل يراك..

فلا يخفى عليه خافية لا في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى..
يعلم سرنا ونجوانا.. مبتدانا ومنتهانا..
ما قدمنا وما أخرنا.. ما أسررنا وما أعلنا..

هنا تكون المراقبة..
وهنا.. يشعر الإنسان في حال خلوته أنه مع ربه..
وهذه أعلى مراتب الإحسان.. أن تعبد الله كأنك تراه.. فإن لم تكن تراه فإنه يراك..
يا من خلوت بذنب أو معصية..
يا من خلوت بترك واجب..
ألا تذكر رقابة الله عليك؟ لماذا تجعل رب العالمين أهون الناظرين إليك؟

إذا أمنت من رؤية الناس وكلامهم.. فاعلم أن الذي لا تخفى عليه خافية..
والذي يعلم ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء يرى صنيعك..
فاستحِ من نظر الله إليك..

{ إذا ما خلوت بريبة في ظلمة * والنفس داعية إلى العصيان

فاستحِ من نظر الإله وقل لها * إن الذي خلق الظلام يراني}أفلا تتقي الله وترعوي عن هذا الغي بإجلال الله وتعظيمه؟
وكن كتلك المرأة التي راودها صاحبها
وقال: فإننا في مكان لا يرانا فيه أحد.. فالتفتت إليه
وقالت: إذن أين الله؟؟
وآخر لما قال إننا في مكان لا يرانا فيه إلا الكواكب..
قالت: أين مكوكبها؟
أين الله جل جلاله وتقدس سلطانه
فأين أنت عن نظر الله عز وجل.. أين الله؟
(( { ألم يعلم بأن الله يرى} )) العلق: 14
ألم يعلم أن الله يعلم السر وأخفى؟
يعلم سبحانه وتعالى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
(({ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور })) غافر: 19
خائنة الأعين.. النظرات الطائشة..
وما تكنه الصدور.. وتخفيه الصدور..
يعلمه رب الأرباب جل جلاله وتقدس سلطانه.

( ذنوب الخلوات..)
علا خطرُها واشتدت عقوبتها..
وجاء فيها ما جاء من الوعيد والتهديد والتحذير..
ما سر ذلك وما سببه؟
..
إن ذنوب الخلوات تنبئ عن تهاوي تعظيم الله تعالى في قلب العبد.. ولذلك كانت عقوبتها بهذه المنزلة

قال بلال بن سعد: (( لا تكن لله ولياً في العلانية.. وعدوه في السر) )

ذنوب الخلوات تميزت عن سائر الذنوب في أنها:
عنوان لضعف تعظيم الله تعالى.. عنوان لعدم إجلال الله تعالى

ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما
( ( اعلم أن خوفك واضطراب قلبك عندما تحرك الريح ستر بابك, أعظم من الذنب) )
ما معنى هذا؟

معناه: عندما تكون على معصية.. وتجترح الخطيئة..
وبينما أنت كذلك في سكون وهدوء.. قد أمنت الرقيب..

فإذا بك تسمع صوت أو ترى حركة..
أو تشعر بأحد فـ: تخاف, ويفزع القلب, ويقشعر البدن..
هذا الخوف.. هذا الاضطراب..
أعظم عند الله عز وجل من الذنب الذي كنت عليه
..
لأنه برهان ساطع.. ودليل واضح على أنك تخــــــاف.. لكن ممن؟؟؟؟
من المخلوقين!
فأين أنت من نظر الله عز وجل؟
ولذلك ورد عن ابن مسعود يقول
( ( إذا صليت أمام الناس وأحسنت, فصلّ بمثلها حيث لا يراك أحد, وإلا.. فقد جعلت الله أهون الناظرين إليك ))
فهذا فيه إشارة إلى أن المسألة تحتاج إلى نوع من التربية للنفس
ولا يمكن أن يصل العبد إلى أن يصبح الله أهون الناظرين إليه إلا حينما

يفقد اليقين بالله.. وبعظمته وبقدرته عليه.. وتمكّن طول الأمل في نفسه..
جعله يجعل الله أهون الناظرين إليه

وليس في التحذير من ذنوب الخلوات ومعاصي السر دعوة لذنوب المجاهرة والعلانية..

{ فإن الله عز وجل ينهى عن ذنوب الخلوة وكذلك ينهى عن ذنوب الجلوة..}

ينهى عن ذنوب السر وينهى كذلك عن ذنوب العلانية.. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم

( ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ))

لماذا؟؟
..
لأنه بفعل هذا.. يُظهره أمام الناس..
وربما يكون به داعية من دعاة السوء وينشر به الفساد بين العباد
 
عودة
أعلى