الوحدة 1 ع اسلامية | منتديات الدراسة الجزائرية

الوحدة 1 ع اسلامية


من هدي القرآن الكريم
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )
رواه البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.

الدرس الأول:

فضل تلاوة القرآن الكريم وآدابه

تعريف القرآن الكريم:

هو كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل الأمين عليه السلام المنقول إلينا بالتواتر المبتدأ بسورة الفاتحة والمختتم بسورة الناس.

وجوب تدبر القرآن:

تدبر القرآن الكريم من أهم الواجبات قال الله تعالى: ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اِتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً ) سورة الفرقان الآية 30، هجر القرآن يحمل ثلاثة معان:

ـ هجر قراءة القرآن.

ـ هجر تدبر آيات القرآن.

ـ هجر العمل بالقرآن.

وتدبر آيات القرآن واجب وضروري لسببين:

ـ وجوب التزام تعاليم القرآن، قال الله تعالى: ( يَأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ...) سورة النساء الآية 59.

ـ عظمة القرآن، قال الله تعالى: ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللهِ ) سورة الحشر الآية 21.

فضل قراءة القرآن الكريم:

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ) رواه مسلم.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ) متفق عليه.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم: ( من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة) رواه أحمد.

وقال صلى الله عليه وسلم: ( عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء ) رواه ابن عباس.

فضل معلّم القرآن ومتعلمه:

وعن إبراهيم النخعي قال: معلم الصبيان تستغفر له الملائكة في السماوات والدواب في الأرض والطيور في الهواء والحيتان في البحار.

ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لمعاذ رضي الله عنه : ( يا معاذ إن أردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن من الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم الخسفة والهدى يوم الضلال فادرس القرآن فإنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان ) أخرجه الديلمي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله ( أي ألبسه حلة ) فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيقال له اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة ) رواه الترمذي.

ومن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر لنا فضل المعلم الذي يعلم القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه الناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام ) أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة.

آداب تلاوة القرآن:

ـ يستحب الوضوء عند قراءة القرآن.

ـ يسن الاستياك تعظيماً وتطهيراً.

ـ تسن القراءة في مكان نظيف وطاهر.

ـ يستحب الجلوس مع استقبال القبلة.

ـ يستحب الخشوع مع السكينة والوقار.

ـ يستحب التعوذ قبل القراءة.

ـ قراءة البسملة أول كل سورة غير سورة براءة.

ـ يسن الترتيل في قراءة القرآن.

ـ تسن القراءة بالتدبر والتفهم.

ـ يستحب البكاء عند قراءة القرآن، والتباكي لمن لا يقدر عليه.

ـ يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها، لأن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا.

ـ يستحب رفع الصوت بالقراءة.

ـ القراءة في المصحف أفضل لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة.

ـ يكره قطع القراءة لمكالمة أحد، لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره.

ـ الأولى القراءة على ترتيب المصحف.

ـ الأوقات المختارة للقراءة أفضلها ما كان في الصلاة، ثم الليل بين المغرب والعشاء، وأفضل النهار بعد الصبح.

* أسئلة المناقشة:

ـ ما هو فضل قراءة القرآن وتعليمه للناس ؟

ـ ما هي آداب قراءة القرآن ؟





الدرس الثاني:

مقدمة في علم التجويد

تمهيد:

لقد أمر الله عباده أن يتفكروا ويتدبروا في معاني وكلمات القرآن الكريم، ووعدهم بالثواب العظيم على كل حرف منه عشر حسنات، ولقد شرع الله تعالى لعباده الطريق الميسور لقراءة القرآن الكريم على مبادئ وصفات معينة حتى يصلوا إلى المقصود وهو تحقيق مبادئه وتطبيق أحكامه، وأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: ( وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً ) المزمل الآية 4. وقال تعالى: ( وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) الإسراء الآية 106.

ولقد جعل الله تبارك وتعالى القرآن الكريم للأدواء شفاءً، وللصدور جلاءً، وأن خير القلوب قلب واعٍ للقرآن الكريم، وخير الألسنة لسان يتلوه، وخير البيوت بيت يكون فيه، وأنه أعظم الكتب منزلة، فهو النور المبين الذي لا يشبهه نور، والبرهان المستبين الذي ترتقي به النفوس وتنشرح به الصدور، لا شيء أفصح من بلاغته، ولا أرجح من فصاحته، ولا أكثر من إفادته، ولا ألذ من تلاوته، من تمسك به فقد نهج منهج الصواب، ومن ضل عنه فقد خاب وخسر وطرد عن الباب.

وقال صلى الله عليه وسلم: ( القرآن أفضل من كل شيء دون الله، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه، فمن وقر القرآن فقد وقر الله ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحق الله، وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده ) أخرجه الترمذي والحاكم.

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا كل الحرص على إتقان القراءة عندما كان يلقنه إياها جبريل عليه السلام.

وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن كما تلقاه من جبريل عليه السلام ، ويلقنهم إياه بنفس الصفة.

ثم خص صلى الله عليه وسلم نفرًا من أصحابه أتقنوا القراءة حتى صاروا أعلامًا فيها منهم: أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبو الدرداء، ومعاذ بن جبل وغيرهم، فكان صلى الله عليه وسلم يسمع منهم القرآن.

من هذا كله يتبين لنا أن هناك صفة معينة للقراءة هي الصفة المأخوذة عنه صلى الله عليه وسلم وبها أنزل القرآن فمن خالفها أو أهملها فقد خالف السنة وقرأ القرآن بغير ما أنزل.

تعريف علم التجويد:

* علم التجويد لغة :

هو التحسين ، يقال جوّدت الشيء أي حسّنته، وأيضاً، تجويد الشيء في لغة العرب إحكامه وإتقانه، يقال: فلان جوّد الشيء أي حسّنه وأجاده إذا أحكم صنعه وأتقن وضعه وبلغ منه الغاية في الإحسان والكمال.

* تعريف التجويد في الاصطلاح:

أما تعريف التجويد في الاصطلاح عند أئمة الأداء فهو قسمان :

ـ الأول: معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد، وهذا القسم يسمى بالتجويد العلمي أو النظري ، وحكمه بالنسبة لعامة المسلمين مندوب، وحكمه بالنسبة لأهل العلم فهو واجب كفائي ، فإن قامت به طائفة منهم سقط الإثم والحرج عن باقيهم، وإن لم يقم به طائفة منهم من التعلم والتعليم أثموا جميعاً.

ـ الثاني: فيسمى بالتجويد العملي أو التطبيقي، وهو إخراج كل حرف من مخرجه دون تحريف أو تغيير.

حكم تعليم التجويد:

أما حكم علم التجويد فهو فرض كفاية بالنسبة لعامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة للعلماء والقراء، حتى إن بعض العلماء يرى أن تطبيقه في قراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن جيد.

حكم العمل بعلم التجويد شرعاً :

أما حكم العمل بعلم التجويد شرعاً فهو واجب عيني على كل قارئ مكلف يقرأ القرآن كله أو بعضه لقوله تعالى: ( وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً ) سورة المزمل الآية 4، وقد جاء عن علي كرم الله وجهه في قوله تعالى: (وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً ) سورة المزمل الآية 4 أنه قال : الترتيل هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف، وفي الآية لم يقتصر سبحانه على الأمر بالفعل، حتى أكده بالمصدر اهتماما به وتعظيماً لشأنه.

ومن السنة أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: ( اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم ) رواه مالك والنسائي والبيهقي والطبراني.

فقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يجاوز حناجرهم ) أي لا يقبل ولا يرتفع لأن من قرأ القرآن على غير ما أنزل الله تعالى، ولم يراع فيه ما أجمع عليه، فقراءته ليست قرآناً وتبطل به الصلاة، كما قرره ابن حجر في الفتاوى وغيره، قال شيخ الإسلام بن تيمية : والمراد بالذين لا يجاوز حناجرهم الذين لا يتدبرونه ولا يعملون به، ومن العمل به تجويده وقراءته على الصفة المتلقاة من النبي صلى الله عليه وسلم.

موضوع علم التجويد:

أما موضوعه فهو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحرف حقه ومستحقه.

ويعتبر علم التجويد من أهم العلوم التي توافرت على خدمة كتاب الله عز وجل بل هو أولاها وأشرفها.

واضع علم التجويد:

أما واضعه من الناحية العملية فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء.

ولنعلم أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى جبريل عليه السلام على هذه الكيفية من التحرير والتجويد، وأن جبريل عليه السلام علمه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الكيفية وتعلمه منه الصحابة رضي الله عنهم ثم تعلمه منهم التابعون؛ حتى نقل إلينا جيلاً بعد جيل، بطريق التواتر الذي يفيد القطع واليقين. وهذا يدل على أن هذا العلم توقيفي.

فائدة علم التجويد وغايته:

لعلم التجويد فوائد كثيرة من أهمها حسن الأداء وجودة التلاوة واللذان يوصلان إلى سعادتي الدنيا والآخرة، وصون اللسان عن اللحن في كلام الله عز وجل واللحن: هو الميل عن الصواب، وهو الخطأ في القرآن الكريم.

الاستعاذة والبسملة:

* الاستعاذة:

ـ صيغها كثيرة منها: ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم )

ـ معناها: أعتصم بالله من الشيطان الرجيم.

ـ محلها: قبل الشروع في القراءة مطلقاً، سواء في بداية السورة أو الآية.

ـ حكمها: مستحب لقوله تعالى: ( فَإِذَا قَرِأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) سورة النحل الآية 98.

* البسملة:

ـ صيغتها: ( بسم الله الرحمن الرحيم ).

ـ معناها: ابتدأ عملي وكلامي بسم الله الرحمن الرحيم.

ـ محلها: أوّل كل سورة عدا سورة براءة ، وكذا كل آية.

حكمها: الذين اعتبروها أية من القرآن قالوا بالوجوب. والذين لم يعتبروها أية من القرآن قالوا بالاستحباب.

الوقف:

ـ معناه: قطع وصل القراءة.

ـ علامته: * في المصحف على رواية ورش حرف ( ص ).

* في المصحف على رواية حفص: حرف ( م ) وقف لازم. ( ج ) الوقف جائز. ( لا ) لا يجوز الوقف. ( قل ) الأفضل الوقف. ( صل ) الأفضل الوصل.



الدرس الثالث

أحكام النون الساكنة و التنوين



للنون الساكنة أو التنوين مع الحروف الهجائية عند التقاء كلاً منهما بحرف من الحروف الهجائية أربعة أحوال هي:

1 ـ الإظهار. 2 ـ الإدغام. 3 ـ الإقلاب. 4 ـ الإخفاء.

أولاً: الإظهار:

تعريف الإظهار:

ـ لغة: فهو البيان.

ـ اصطلاحاً: هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة .

حروف الإظهار الحلقي: ستة، مجموعة في قول صاحب التحفة:

همز فهاء ثم عين حـــاء مهملتـان ثـم غيـن خـاء.

وقال بعضهم : هي أوائل الكلمات ( أخي هاك علما حازه غير خاسر ).

وهي على التفصيل : ( الهمزة ـ الهاء ـ العين ـ الحاء ـ الغين ـ الخاء ).

وتكون هذه الحروف مع النون الساكنة في كلمة واحدة وفي كلمتين، أما مع التنوين فلا تكون إلا في كلمتين .

أمثلة الإظهار الحلقي:

ـ الهمز مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( ينأون ) كما في قوله تعالى: ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) الأنعام الآية 26، ومثال الهمز مع النون الساكنة في كلمتين ( من آمن ) كما في قوله تعالى: ( قُلْ يا أهل الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) آل عمران الآية99. ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( كل آمن ) كما في قوله تعالى: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة الآية 285.

ـ الهاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( منهم ) كما في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون ) الأنعام الآية 10.

ومثال الهاء مع النون الساكنة في كلمتين ( مِن هاد ) كما في قوله تعالى: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر الآية 36، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( ولكل قوم هاد ) كما في قوله تعالى: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد الآية 7.

ـ العين مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أنعمت ) كما في قوله تعالى: ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) سورة الفاتحة الآية 7، ومثال العين مع النون الساكنة في كلمتين ( من عمِل ) كما في قوله تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) سورة فصلت الآية 46، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( سميع عليم ) كما في قوله تعالىَ: ( اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة النور الآية 60.

ـ الحاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( وانحر ) كما في قوله تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) سورة الكوثر الآية 2.

ومثال الحاء مع النون الساكنة في كلمتين ( فمن حاجك ) كما في قوله تعالى: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) سورة آل عمران الآية 61، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( عليم حكيم ) كما في قوله تعالى: ( يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) سورة النساء الآية 26.

ـ الغين مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( فسينغضون ) كما في قوله تعالى: ( أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًاْ ) سورة الإسراء الآية 51، ومثال الغين مع النون الساكنة في كلمتين ( من غفور ) كما في قوله تعالى: ( نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) سورة فصلت الآية 32، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( ورب غفور ) كما في قوله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور ) سورة سبأ الآية 15.

ـ الخاء مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( والمنخنقة ) كما في قوله تعالى: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ ) سورة المائدة الآية 3، ومثال الخاء مع النون الساكنة في كلمتين ( من خلاف ) كما في قوله تعال : ( فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ) سورة طه الآية 71، ومع التنوين ولا يكون إلا في كلمتين مثل ( عليماً خبيراً ) كما في قوله تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرً ) سورة النساء الآية 35.

وسمي هذا الإظهار حلقياً لخروج حروفه من الحلق .

ثانياً: الإدغام:

ويأتي مع حروف كلمة ( يرملون ) إذا وقع أحد حروفها بعد النون الساكنة أو التنوين، وهو قسمان: إدغام بغنة وإدغام بغير غنة.

تعريف الإدغام:

ـ لغـة: إدخال الشيء في الشيء.

ـ واصطلاحاً: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدّداً يرتفع اللسان عنه ارتفاعه واحدة.

ـ والغنة: هي صوت رخيم يخرج من الأنف.

الإدغام بغنة:

يأتي الإدغام بغنة مع حروف أربعة مجموعة في كلمة ( ينمو ) فعند وقوع أحد هذه الأحرف الأربعة بعد النون الساكنة من كلمتين وجب الإدغام بغنة يستثنى من ذلك النون في ( يس وَالْقُرْآنِ) سورة يس الآية 1/2، و ( ن وَالْقَلَمِ ) سورة القلم الآية 1، فلا إدغام بل يجب الإظهار، وقد وقع هذا النوع مع الياء والواو في هذه الكلمات: ( الدنيا ) كما في قوله تعالى: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) سورة الأعلى الآية 16.

( صنوان ) كما في قوله تعالى: ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ) سورة الرعد الآية 4، ( قِنوان ) كما في قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ) سورة الأنعام الآية 99، ( بنيان ) كما في قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ ) سورة الصف الآية 4، وقد أُظهِرَ خوف التباسه عند الإدغام بمعنى آخر.

أمثلة الإدغام بغنة:

ـ النون الساكنة إذا أتت الياء بعدها في كلمتين مثل ( ومن يعمل ) كما في قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا ) سورة طه 112، ومع التنوين إذا أتت الياء بعده مثل ( لقومٍ يؤمنون ) كما في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) سورة الأعراف 52.

ـ النون الساكنة إذا أتت النون بعدها في كلمتين مثل ( من نعمة ) كما في قوله تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ) سورة النحل 53، ومع التنوين إذا أتت النون بعده مثل ( أمنةً نعاساً ) كما في قوله تعالى: ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُم ) سورة آل عمران 154.

ـ النون الساكنة إذا أتت الميم بعدها في كلمتين مثل ( من مال ) كما في قوله تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ) سورة المؤمنون الآية 55، ومع التنوين إذا أتت الميم بعده مثل ( كل من عند ربنا ) كما في قوله تعالى: ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَاب ) سورة آل عمران 7.

ـ النون الساكنة إذا أتت الواو بعدها في كلمتين مثل ( من ولي ) كما في قوله تعالى: ( وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) سورة العنكبوت الآية 22، ومع التنوين إذا أتت الواو بعده مثل قوله تعالى: ( وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ).

الإدغام بغير غنة:

أما النوع الثاني من الإدغام فهو الإدغام بغير غنة ويأتي مع حرفين ( اللام والراء ) إذا أتيا بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمتين حيث لم يقع منه في القرآن ما كان في كلمة واحدة .

أمثلة الإدغام بغير غنة:

ـ النون الساكنة إذا أتت اللام بعدها في كلمتين مثل ( من لدنه ) كما في قوله تعالى: ( قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا ) سورة الكهف 2، ومع التنوين إذا أتت اللام بعده مثل ( سائغاً للشاربين ) كما في قوله تعالى: ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ) سورة النحل 66.

ـ النون الساكنة إذا أتت الراء بعدها في كلمتين مثل ( من ربهم ) كما في قوله تعالى: (أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) سورة البقرة 5، ومع التنوين إذا أتت الراء بعده مثل ( تواباً رحيما ) كما في قوله تعالى: ( وََاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) سورة النساء 16.

ثالثًا: الإقـلاب:

الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإقلاب.

تعريف الإخفاء:

ـ لغة: تحويل الشيء عن وجهه.

ـ اصطلاحاً: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة في الحرف الأول، والإخفاء يقع مع حرف واحد وهو الباء، فإذا وقعت بعد النون الساكنة في كلمة أو كلمتين أو بعد التنوين أو شبه التنوين مثل ( لنسفعاً بالناصية ) كما في قوله تعالى: ( كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) سورة العلق الآية 15، وجب قلبها ميماً ويسمى ( إقلاباً ) وصورته أن تقلب النون ميماً ثم أخفيت قبل الباء وكذا التنوين لسهولة النطق إذ النطق بالإقلاب أيسر من الإظهار والإدغام .

أمثلة الإقلاب :

مع النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أنبئهم ) كما في قوله تعالى: ( قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ) سورة البقرة الآية 33، ومثل ( أنبئوني ) كما في قوله تعالى: ( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ ) سورة البقرة الآية 31.

ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من بعد ) كما في قوله تعالى : ( ما كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) سورة التوبة الآية 113، ومثل ( فمن يؤمن بربه ) كما في قوله تعالى: ( وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا ) سورة الجن الآية 13.

ومع التنوين مثل ( زوج بهيج ) كما في قوله تعالى: ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج ) سورة ق الآية 7، ومثل ( لنسفعاً بالناصية ) كما في قوله تعالى: ( كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) سورة العلق الآية 15.

رابعًا: الإخفـاء:

تعريف الإخفاء:

ـ لغة : هو السـتر .

ـ اصطلاحاً : النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عار عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول، والمراد بالحرف الأول: النون الساكنة أو التنوين.

حروف الإخفـاء:

وحرف الإخفاء خمسة عشر حرفاً وهي الباقية بعد ستة الإظهار وستة الإدغام بقسميه وحرف الإقلاب، وقد أشار صاحب التحفة إلى حروف الإخفاء في أوائل كلمات هذا البيت فقال:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيباً زد في تقي ضع ظالماً

وهي الصاد، والذال، والتاء، والكاف، والجيم، والشين، والقاف، والسين، والدال، والطاء، والزاي، والفاء، والتاء، والضاد، والظاء.

فإذا وقع حرف من هذه الحروف بعد النون الساكنة من كلمة أو من كلمتين أو بعد التنوين أخفيت النون الساكنة والتنوين عندها ويسمى هذا الحكم إخفاءً حقيقياً وذاك لزوال الحرف وبقاء صفته .

أمثلة الإخفاء الحقيقي:

ـ الصاد بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل: ( ينصركم ) كما في قوله تعالى: ( إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ ) سورة آل عمران الآية 160، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( أن صدوكم ) كما في قوله تعالى: ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) سورة المائدة الآية 2، ومع التنوين مثل ( ريحٍ صرصرٍ ) كما في قوله تعالى: ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) سورة الحاقة الآية 6.

ـ الذال بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( لينذر ) كما في قوله تعالى: ( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) سورة يس الآية 70، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل (من ذا الذي ) كما في قوله تعالى: ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ ) سورة البقرة الآية 255، ومع التنوين مثل قوله تعالى: ( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ ) سورة ق الآية44.

ـ الثاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( منثوراً ) كما في قوله تعالى: ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) سورة الفرقان الآية 23، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من ثمرة ) كما في قوله تعالى: ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة البقرة الآية 25، ومع التنوين مثل ( ومهدت له تمهيداً ثم ) وكما في قوله تعالى: ( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ) سورة المدثر الآية 14 / 15.

ـ الكاف بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( منكم ) كما في قوله تعالى: ( سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) سورة الرعد الآية 10، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من كان ) كما في قوله تعالى: ( لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ) سورة يس الآية 70، ومع التنوين مثل ( رزق كريم ) كما في قوله تعالى: ( أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) سورة الأنفال الآية4.

ـ الجيم بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( تنجيكم ) كما في قوله تعالى: ( يا أيها الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) سورة الصف الآية 10، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من جاء ) كما في قوله تعالى: ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) سورة النمل الآية 89، ومع التنوين مثل ( فصبر جميل ) كما في قوله تعالى: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) سورة يوسف الآية 83.

ـ الشين بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( منشوراً ) كما في قوله تعالى: ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا ) سورة الإسراء الآية 13، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( فمن شاء ) كما في قوله تعالى: ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) سورة الكهف الآية 29، ومع التنوين مثل ( علمٍ شيئاً ) كما في قوله تعالى: ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ) سورة الحج الآية 5.

ـ القاف بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( وينقلب ) كما في قوله تعالى: ( وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ) سورة الانشقاق الآية 9، ومع النون الساكنة في كلمتين ( من قبل ) كما في قوله تعالى: ( إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة المائدة الآية 34، ومع التنوين ( ثمناً قليلاً ) كما في قوله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) سورة آل عمران الآية 187.

ـ السين بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( ينسلون ) كما في قوله تعالى: ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ) سورة الأنبياء الآية 96، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من سوء ) كما في قوله تعالى: ( يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) سورة النحل الآية 59، ومع التنوين مثل ( عابدات سائحات ) كما في قوله تعالى: ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) سورة التحريم الآية 5.

ـ الدال بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أنداداً ) كما في قوله تعالى: ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) سورة البقرة الآية 165، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من دابة ) كما في قوله تعالى: ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِين ) سورة هود الآية 6، ومع التنوين مثل ( قِنْوانٌ دانيةٌ ) كما في قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنْ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون ) سورة الأنعام الآية 99.

ـ الطاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( انطلقوا ) كما في قوله تعالى: ( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) سورة المرسلات الآية 29، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من طيبات ) كما في قوله تعالى: ( يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد ) سورة البقرة الآية 267، ومع التنوين مثل ( حلالاً طيباً ) كما في قوله تعالى: ( يا أيها النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين ) سورة البقرة الآية 168.

ـ الزاي بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( ينزفون ) كما في قوله تعالى: ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ ) سورة الواقعة الآية 19، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( فإن زللتم ) كما في قوله تعالى: ( فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) سورة البقرة الآية 209، ومع التنوين مثل ( يومئذٍ زرقا ) كما في قوله تعالى: ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) سورة طه الآية 102.

ـ الفاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( انفروا ) كما في قوله تعالى: ( انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) سورة التوبة الآية 41، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( فإن فاءوا ) كما في قوله تعالى: ( لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة البقرة الآية 226، ومع التنوين مثل ( رحمة وعلمًا فاغفر ) كما في قوله تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ) سورة غافر الآية 7.

ـ التاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أنتم ) كما في قوله تعالى: ( أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ ) سورة الشعراء الآية 76، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( فمن تاب ) كما في قوله تعالى: ( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) سورة المائدة الآية 39، ومع التنوين مثل ( جناتٍ تجري ) كما في قوله تعالى: ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) سورة التوبة الآية 100.

ـ الضاد بعد النون الساكنة في كلمة واحدة مثل ( منضود ) كما في قوله تعالى: ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) سورة الواقعة الآية 29، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( ومن ضل ) كما في قوله تعالى: ( مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ) سورة الإسراء الآية 15، ومع التنوين مثل ( مسجداً ضراراً ) كما في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) سورة التوبة الآية 107.

ـ الظاء بعد النون الساكنة في كلمة واحدة ( تنظرون ) كما في قوله تعالى: ( أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلا تُنظِرُونِ ) سورة الأعراف الآية 195، ومع النون الساكنة في كلمتين مثل ( من ظلم ) كما في قوله تعالى: ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمَا ) سورة النساء الآية 148، ومع التنوين مثل ( قومٍ ظلموا ) كما في قوله تعالى: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمْ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) سورة آل عمران الآية 117.

أسئلة المناقشة:

* استخرج من الآيات الآتية أحكام النون الساكنة والتنوين مع ذكر نوعها:

ـ قال تعالى: ( وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) سورة الكهف الآية 29.

ـ قال تعالى: ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة البقرة الآية 25.

ـ قوله تعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ) سورة محمد 10.



الدرس الرابع:

أحكام الميــم الساكنـــة



وبعد أن انتهينا من أحكام النون الساكنة والتنوين ننتقل إلى حكم الميم الساكنة من حيث الإخفاء والإدغام والإظهار متى تخفى ومتى تدغم ومتى تظهر وكيف ننطق بها في كل حالة من هذه الحالات .

أولاً: الإخفاء الشفوي :

ويكون ذلك إذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء مباشرة سواء كانت الميم أصلية في الكلمة مثل ( يعتصم بالله ) كما في قوله تعالى: ( وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة آل عمران الآية 101، أم غير أصلية كميم الجمع في قوله ( الذي أنتم به مؤمنون ) من قوله تعالى: ( وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ ) سورة المائدة الآية 88.

وسمي هذا النوع من الإخفاء شفوياً لخروج الميم والباء من الشفتين .

ثانياً: الإدغام وجوباً:

وذلك إذا وقع بعدها ميم أخرى متحركة مثل ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض ) كما في قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 29، وهنا تدغم الميم الساكنة في الميم المتحركة وصارت ميماً واحدة مشدّدة، ويسمى هذا إدغاماً صغيراً ولابد من وجود الغنة فيه بمقدار حركتين .

ثالثًا: الإظهار الشفوي:

وهو أن يقع بعد الميم الساكنة أي حرف من حروف الهجاء عدا حرف الباء والميم وباقي الحروف إذا وقعت بعد الميم الساكنة وجب إظهار الميم الساكنة .

ولقد تتبع بعضهم الميم الساكنة قبل حروف الهجاء فوجدوا أنها لم تقع في كلمة واحدة قبل ثمانية من حروف الهجاء هي ( الجيم والخاء والذال والصاد والظاء والغين والفاء والقاف ).

أمثلة الإظهار الشفوي:

ـ الهمزة مع الميم الساكنة في كلمة مثل ( الظمآن ) كما في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) سورة النور الآية 39، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم آتيناهم ) كما في قوله تعالى: ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمْ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنْ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلا غُرُورًا ) سورة فاطر الآية 40.

ـ التاء مع الميم الساكنة في كلمة مثل قوله تعالى ( أمتا ) كما في قوله تعالى: ( لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا ) سورة طه الآية 107،

ـ ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم تأمرهم ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغون ) سورة الطور الآية 32.

ـ الثاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أمثالها ) كما في قوله تعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ) سورة محمد الآية 10، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( يميتكم ثم ) كما في قوله تعالى: ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمُ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) البقرة الآية 28.

ـ الجيم مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم جعلوا ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) سورة الرعد الآية 16.

ـ الحاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( يمحق ) كما في قوله تعالى: ( يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) سورة البقرة الآية 276، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم حسبتم ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) سورة آل عمران الآية 142.

ـ الخاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم خلقوا ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ ) سورة الطور الآية 35.

ـ الدال مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( يمددكم ) كما في قوله تعالى: ( وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) سورة نوح الآية 12، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( عليهم دائرة ) كما في قوله تعالى: ( وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) سورة التوبة الآية 98.

ـ الذال مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( اتبعتهم ذريتهم ) كما في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) سورة الطور الآية 21.

ـ الراء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أمرًا ) كما في قوله تعالى: ( قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ) سورة مريم الآية 21، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( جاءكم رسول ) كما في قوله تعالى: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) سورة التوبة الآية 128.

ـ الزاي مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( رمزًا ) كما في قوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) سورة آل عمران الآية 41، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم زاغت ) كما في قوله تعالى: ( اتَّخَذْنَاهُم سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الأَبْصَارُ ) سورة ص الآية 63.

ـ السين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( همسًا ) كما في قوله تعالى: ( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا ) سورة طه الآية 108، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم لهم سلم ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) سورة الطور الآية 38.

ـ الشين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( يمشي ) كما في قوله تعالى: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) سورة الأنعام الآية 132، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( لهم شراب ) كما في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ) سورة يونس الآية 4.

ـ الصاد مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( وهم صاغرون ) كما في قوله تعالى: ( ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) سورة النمل الآية 37.

ـ الضاد مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( وامضوا ) كما في قوله تعالى: ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ) سورة الحجر الآية 65، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( آباءهم ضالين ) كما في قوله تعالى: ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ) سورة الصافات الآية 69.

ـ الطاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أمطرنا ) كما في قوله تعالى: ( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ) سورة النمل الآية 58، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل (عليهم طيرا ) كما في قوله تعالى: ( وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ) سورة الفيل الآية 3.

ـ الظاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( وهم ظالمون ) كما في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ) سورة النحل الآية 113.

ـ العين مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أمعاءهم ) كما في قوله تعالى: ( وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ) سورة محمد الآية 15، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( هم عن اللغو ) كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) سورة المؤمنون الآية 3.

ـ الغين مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( فإنهم غير ملومين ) كما في قوله تعالى: ( إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ) سورة المؤمنون الآية 6.

الفاء مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( وأولادكم فتنة ) كما في قوله تعالى: ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) سورة التغابن الآية 15.

ـ القاف مع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أوهم قائلون ) كما في قوله تعالى: ( وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ) سورة الأعراف الآية 4.

ـ الكاف مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( يمكرون ) كما في قوله تعالى: ( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ) سورة النمل الآية 70، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( إليكم كتابًا ) كما في قوله تعالى: ( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) سورة الأنبياء الآية 10.

ـ اللام مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( فليملل ) كما في قوله تعالى: ( فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ) سورة البقرة الآية 282، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم لكم ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ) سورة القلم الآية 37.

ـ النون مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أمنا ) كما في قوله تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) سورة النور الآية 55، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم نحن ) كما في قوله تعالى: ( أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ) سورة الواقعة الآية 59.

ـ الهاء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( يمهدون ) كما في قوله تعالى: ( مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) سورة الروم الآية 44، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( برهانكم هذا ) كما في قوله تعالى: ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ) سورة الأنبياء الآية 24.

ـ الواو مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( أموات ) كما في قوله تعالى: ( أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) سورة النحل الآية 21، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل (حسابهم وهم ) كما في قوله تعالى: ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) سورة الأنبياء الآية 1.

ـ الياء مع الميم الساكنة في كلمة واحدة مثل ( عميًا )كما في قوله تعالى: ( وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ) سورة الإسراء الآية 97، ومع الميم الساكنة في كلمتين مثل ( أم يريدون ) كما في قوله تعالى: ( أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمْ الْمَكِيدُونَ ) سورة الطور الآية 42.

تنبيه :

وتراعى المبالغة في الإظهار إذا وقعت الميم الساكنة قبل الفاء أو الواو، خشية أن تخفي الميم عند الفاء ، لقرب الميم من الفاء في المخرج واتحادها مع الواو في المخرج.

أسئلة المناقشة:

1) استخرج من الآيات الآتية أحكام الميم الساكنة مع ذكر نوعها:

ـ قوله تعالى: ( فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ) سورة البقرة الآية 282.

ـ قوله تعالى: ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) سورة الأنعام الآية 132.



الدرس الخامس:

أحكام المَـــدُّ

تعريف المد:

ـ لغة: الزيادة.

ـ اصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون.

تعريف القصر:

ـ لغة: الحبس.

ـ اصطلاحاً: إثبات حرف المد قدر حركتين نحو ( قاصرات ) كما في قوله تعالى: ( وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) سورة الصافات الآية 48.

حروف المد:

حروف المد ثلاثة الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو ( يقول ) كما في قوله تعالى: ( يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ ) سورة القيامة الآية 10، والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو ( قيل ) كما في قوله تعالى: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) سورة المرسلات الآية 48، والألف التي هي ساكنة بوضعها والمفتوح ما قبلها نحو ( يغشي ) كما في قوله تعالى: ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) سورة الليل الآية 1.

ويجمعهم لفظ ( واي ) في قول صاحب التحفة:

حروفه ثلاثة فعيها من لفظ وأي وهي في نوحيها

حرفا اللين:

هما الياء والواو الساكنتين المفتوح ما قبلهما نحو ( بيت ) كما في قوله تعالى: ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ) سورة الذاريات الآية 36، نحو ( خوف ) كما في قوله تعالى: ( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) سورة قريش الآية 4.

قال صاحب التحفة:

واللين منها الياء وواو سكنا إن انفتاح قبل كل أعلنا

أقسام المد:

للمد قسمان أصلي، وفرعي:

فالأصلي: هو المد الطبيعي الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به وليس بعده همز أو سكون ويمد بمقدار حركتين، وسمي طبيعياً لأن صاحب الذوق السليم لا يزيده عن مقدار حركتين، نحو (وقولوا قولاً سديداً ) كما في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا ) سورة الأحزاب الآية 70.

والفرعي: هو الذي يقوم ذات الحرف بدونه، ويقع بعده همز أو سكون وتتفاوت مقادير المد في أنواعه المختلفة، وسمي فرعياً لتفرعه عن الأصلي وللمد الفرعي أنواع وأسباب وأحكام فأسبابه الهمز والسكون وأنواعه خمسة :

1 ـ المتصل . 2 ـ المنفصل . 3 ـ البدل . 4 ـ العارض للسكون . 5 ـ اللازم وأحكامه ثلاثة الوجوب والجواز واللزوم .

أحكام المد:

أحكام المد ثلاثة: الوجوب والجواز واللزوم:

أولاً: المد الواجب:

له نوع واحد وهو المد المتصل:

وهو ما جاء فيه بعد حرف المد همز متصل به في كلمة واحدة مثل ( السماء ) كما في قوله تعالى: ( وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ) سورة الشمس الآية 5.

حكمه: الوجوب لإجماع القراء على مده زيادة على المد الطبيعي وإن تفاوت القراء في مقدار هذه الزيادة ومقدار مده لحفص أربع أو خمس حركات إن كان متوسطاً وإن تطرف؛ وأما الجواز فهو خاص بالمنفصل والعارض للسكون والبدل .

ثانيًا: المـد الجائز:

ـ المد المنفصل:

هو أن يقع الهمز بعد حرف المد وكل منهما في كلمة مثل ( قالوا آمنا ) كما في قوله تعالى: (قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) سورة الأعراف الآية 121، ( وفي أنفسكم ) كما في قوله تعالى: ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) سورة الحديد الآية 22.

ـ العارض للسكون:

هو أن يقع السكون العارض بعد حرف المد واللين في حالة الوقف نحو ( متاب ) ـ (العالمين ) كما في قوله تعالى: ( قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ ) سورة الرعد الآية 30، وقوله تعالى: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) سورة الفاتحة 2، وحكمه الجواز، لجواز قصره ومده لجميع القراء.

ثالثًا: المد اللازم:

هو أن يقع السكون الأصلي بعد حرف المد أو اللين في كلمة أو في حرف وسمي لازماً للزوم مده حالة واحدة وهي قدر ست حركات للجميع وقد سبقت الإشارة إليه في باب أنواع المد وأحكامه.

* أقسام المد اللازم وتعريف كل منهما:

ينقسم المد اللازم إلى قسمين: كلمي وحرفي: وكل منهما إلى مخفف ومثقل.

فالكلمى: هو أن يقع فيه بعد حرف المد سكون أصلي ثابت وصلاً ووقفاً في كلمة فإن أدغم الساكن فيما بعده فهو المثقل نحو ( الحاقة ) كما في قوله تعالى: ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ ) سورة الحاقة الآية 1 / 2، وإن لم يدغم فهو الكلمى المخفف وذلك في كلمتين في القرآن ( ألآن )، قال تعالى: (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ) سورة يونس الآية 51، وقوله تعالى: (ءآلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ ) يونس الآية 91.

الحَرفي: أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي ثابت وصلاً ووقفاً في حرف هجاؤه على ثلاثة أحرف سواء كان حرف المد من حروف اللين أو المد، وحروفه ثمانية مجموعة في ( كم عسل نقص) وهي الكاف والميم والعين والسين والنون واللام والقاف والصاد فإن أدغم السكون في الذي بعده فهو الحرفي المثقل كاللام في ( ألم ) كما في قوله تعالى: ( ألم ) سورة البقرة الآية 1، وإن لم يدغم فهو المخفف كالميم في ( ألم ) كما في قوله تعالى: ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ) سورة الضحى الآية 6.

يتلخص هذا في أن المد اللازم أربعة أنواع:

1 ـ كلمي مثقل. 2 ـ كلمي مخفف. 3 ـ حرفي مثقل. 4 ـ حرفي مخفف.

تمد جميعها قدر ست حركات ما عدا العين من فاتحة مريم والشورى فقد جاز فيها التوسط والطول ولكن الطول أفضل ، ويلاحظ أن المد الكلمى المثقل يقع في أوائل السور وأثنائها وأواخرها نحو ( والصافات صفا ) كما في قوله تعالى: ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ) الصافات الآية 1، (ولا الضالين ) كما في قوله تعالى: ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) سورة الفاتحة الآية 7،

أما المد اللازم الحرفي المثقل والمخفف فلا يقع إلا في أوائل السور والحروف التي وقعت في فواتح السور أربعة عشر حرفاً مجموعة في ( صله سحيراً من قطعك ) وهي ( الصاد ـ اللام ـ الهاء ـ السين ـ الحاء ـ الياء ـ الراء ـ الميم ـ النون ـ القاف ـ الألف ـ الطاء ـ العين ـ الكاف ) وهذه مجموعة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ قسم يمد مداً لازماً وهو الحروف الثمانية ( كم عسل نقص ) ويجوز في العين التوسط والقصر كما سبق نحو ( ص ) كما في قوله تعالى: ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ) سورة ص 1.

2 ـ قسم يمد مداً طبيعياً وهو الحروف الخمسة ( هي طهر ) نحو ( طه ) كما في قوله تعالى: ( طه ) سورة طه 1.

3 ـ وقسم لا يمد أصلاً وهو الألف.

قاعــدة:

إذا اجتمع سببان من أسباب المد وكان أحدهما قوياً والآخر ضعيفاً يعمل بالقوي ويلغي الضعيف وذلك نحو ( آمين البيت الحرام ) كما في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ) سورة المائدة 2، ففيه مدان لازم وبدل ويعمل باللازم.

أسئلة المناقشة:

1) استخرج من الآيات الآتية أحكام المد، واذكر نوعه:

ـ قوله تعالى: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد الآية 7.

ـ قوله تعالى: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) سورة آل عمران الآية 61.

ـ قوله تعالى: ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ) سورة النحل الآية 66.



الدرس السادس:

الفطرة الإنسانية بين الاستقامة والانحراف



قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )، فالإنسان إذا كان بعيدا عن مؤثرات البيئة والتقاليد والمواريث الفاسدة سوف يعرف الحق والعدل والخير وتلك هي الاستقامة التي فطر الله الناس عليها، قال الله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) سورة الروم الآية 30.

الفطرة الإنسانية تهدي إلى الإيمان بالله:

لا شك أن كل إنسان لديه شعور قوي أن للعالم الذي يعيش فيه ويتمتع بنعمه إلها موجوداً حكيماً وقوياً وقادراً على كل شيء.

وأنت لو تتبعت آيات القرآن الكريم، وتاريخ الشعوب في العقيدة لم تستطع أن تعثر على أمة أنكرت وجود الله تعالى، وشغل رسولها نفسه بإثبات هذا الوجود. بل الذي ثبت هو اعتراف الجميع بوجود خالق مدبر فاعل حكيم رزاق يضر وينفع. وإنما جاء ضلال الأمم من عبادتها آلهة معينة لتقربها إلى الله وتكون بين الإنسان وبين الله الخالق الحقيقي.

تأمل جيدا قول الله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ) سورة الأعراف الآية 172.

الإنسان بين الشدة والرخاء:

ما من إنسان غفل عن الله تعالى في وقت من الأوقات أو أنكر وجود الله متأثرا بالمظللين إلا وجاءت عليه أوقات سمع فيها نداء ضميره وصراخ ذاته الباطنية، وهتاف وجدانه، والكل يقول له إنك صنعة الله وعبد الله ومخلوق الله..

وقد عبر القرآن الكريم في أكثر من آية عن الشعور الموجود في كيان كل الإنسان، بأن هذا الشعور بوجود الله يتحول أحيانا إلى نداء مسموع ترفع فيه الأيدي، وتخضع النفوس وتنكس الرؤوس لعظمة الله جل جلاله، قال الله تعالى: ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُرُّ دَعَانَا لجِنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضَرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة يونس الآية 12. وقال عز وجل: ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ) سورة النحل الآية 53/54.

أسئلة المناقشة:

1) هل يجوز للإنسان ترك فريضة التربية والتوجيه، متعذرا بأن الإنسان مفطور على الخير.

2) أذكر أمثلة على أن الإنسان مفطور على الميل إلى الخير والحق والعدل.



الدرس السابع:

الترف وآثاره في فساد العلاقات الاجتماعية

مفهوم الترف:

جاء في لسان العرب الترف بمعنى التنعم والإكثار منه.

وعرّف العلماء الترف اصطلاحا بالتنعم المتوسع في لذائذ الدنيا وشهواتها.

سبب الترف:

إن من أهم العوامل التي تساعد الترف وانتشاره هو قلة الوعي والعلم، وكذا الوقوع في لذائذ الدنيا والانغماس في شهواتها دون أدنى كبح لجماح النفس، وتلبية لكل نداءاتها، وكثرة المال والثروة دون الإحساس بأنها اختبار وفتنة.

الترف زوال الأمم:

إن الباحث في تاريخ الشعوب والأمم يجد أن السبب المباشر في زوال أغلب الحضارات الراقية والقوى العظمى وفناء عزائمها هو الترف وانغماس حكامها في الملذات.

فإن الأمّة إذا كانت لها درجة عالية من الحضارة والقوة اغترت بنفسها وأمنت من شر أعدائها فتفرخ لتقرب من الترف والنعيم فتخور عزائمها وتفد الصرامة في قوانينها وينتقل ذلك إلى شعوبها فتتميع، ويحقد الفقراء على الأغنياء ويتمنون زوال سلطان دولتهم فتستأسد النفوس، وتتمرد العزائم وتكون الثورات وتصير حرب أهلية، ويعم ضررها إلى الأمّة جمعاء ويطمع فيها عدوها من غيرها، لذلك قال الله تعالى: ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ) سورة الإسراء الآية 16.

صعوبة نجاح الإصلاح في أمّة مترفة:

إن المترفين يصلون إلى السلطة بثرائهم ويسوسون القوانين للحفاظ على أموالهم وشهواتهم ونعيمهم، وبذلك لا يقبلون أي صوت من أي كان يدعو إلى الإصلاح والتجديد، ويهمشون عقولهم ويتحاكمون إلى هواهم، فقد أخبر القرآن عن حقائق أنفسهم فقال الله تعالى: ( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ نَّذِيرٍ إِلَا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ) سورة الزخرف الآية 23.

وعيد الله المترفين:

لقد حصن الإسلام المسلمين من الترف لما فيه من مخاطر وأضرار بما يلي:

ـ وعيد الله للمترفين في الدنيا والآخرة فقال الله تعالى: ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الحِنْثِ العَظِيمِ ) سورة الواقعة الآية 41/46.

ـ الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يبغض الترف فكان عليه الصلاة والسلام يستلقي على حصير يأثر في جسمه.

ـ تحريم جميع أنواع الترف وأسبابه كلبس الحرير والذهب والأكل والشرب في آنية الذهب والفضة، ودعة الأغنياء إلى ولائم لا يحضها الفقراء..

أسئلة المناقشة:

1) ما هي أهم أسباب الترف ؟

2) كيف تستطيع معالجة الترف ؟



الدرس الثامن:

الظاهرة السكانية في القرآن الكريم

تعريف السكان:

ـ السكّان جمع ساكن، والساكن في اللغة هو غير المتحرك، الثابت في مكانه، ومنه قوله تعالى: ( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اليْلِ وَالنَّهَارِ ) سورة الأنعام الآية 13.

ولفظ السكّان مشتق من المساكن، وهي الأماكن التي يبيت فيها الإنسان ويجتمع ويسكن، قال تعالى: ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِنْ بُيُوتِكُم سَكَناً ) سورة النحل الآية 80.

ـ والسكّان في الاصطلاح: هم مجموعة أناس أو بشر تجمعهم سكنات ويجمعهم بلد واحد.

القرآن والإنسان:

إنّ الباحث في القرآن الكريم والمتأمّل في آياته يلاحظ:

ـ أنه يحثّ الإنسان على إصلاح الأرض وتعميرها فقال الله تعالى: ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ بِعْدَ إِصْلَاحِهَا ) سورة الأعراف الآية 56.

ـ أنّ القرآن الكريم يحثّ على التعاون والتكافل الاجتماعي لتحقيق هذا الإعمار، فقال تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الاِثْمِ وَالعُدْوَانِ ) سورة المائدة الآية 2.

ـ أنّ القرآن الكريم يتحدّث غالباً بصيغة الجمع لأنّ الإنسان لا بدّ أن يجاور أخاه الإنسان ويتعايش معه.

وذلك كله يؤكّد أنّ التعايش مع الناس في الريف أو في الحضر أمر مطلوب.

لفظ السكن والسكان في القرآن الكريم:

لقد ورد لفظ السّكن والسّكان في القرآن الكريم بصيغ عديدة وفي أكثر من موضع:

قال الله تعالى:

ـ ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِنْ بُيُوتِكُم سَكَناً ) سورة النحل الآية 80.

ـ ( وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا ) سورة إبراهيم الآية 45.

ـ ( اَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ ) سورة الطلاق الآية 6.

القرآن الكريم والنمو السكاني:

يلعب القرآن الكريم دوراً هاماً في تنظيم الحركة السكان من حيث السلوك ومن حيث النمو.

والمعروف أن:

نمو السكان هو صافي الهجرة ( الداخلية والخارجية ) + معدّل المواليد - معدّل الوفيات.

* المواليد: تحدّث القرآن الكريم عن النسل وأوجب الحفاظ عليه، وذلك من خلال:

ـ تحبيب الولد، فقال الله تعالى: ( المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ) سورة الكهف الآية 46.

ـ مشروعية الزواج والترغيب فيه، فقال تعالى: ( وَانْكِحُوا الاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُم ) سورة النور الآية 32.

ـ مشروعية تعدّد الزوجات، فقال تعالى: ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ) سورة النساء الآية 3.

ـ تحريم القتل والاعتداء على النفس من غير سبب موجب، فقال تعالى: ( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الاَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) سورة المائدة الآية 32.

* الوفيات: الوفاة في نظر الإسلام هي حق لله خالص، وهي أمر طبيعي، وهي انتقال من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة. ولا يجوز لأحد من الخلق أن يضع حداً لحياة أحد إلا بإذن الله وحده، قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ) سورة الأنعام الآية 151.

* الهجرة: الهجرة ظاهرة اجتماعية وُجدت وما زالت توجد في كل زمان ومكان، وهي الانتقال للأفراد والجماعات من مكان إقامة دائمة إلى منطقة أخرى، لمدّة قصيرة أو طويلة، ولأسباب عديدة.

والهجرة هي المصدر الثالث للتغيرات التي تعتري البناء السكّاني من حيث الزيادة والنقصان.

ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم تحدّث عن الهجرة في أكثر من موضع، فقال تعالى:

ـ ( وَالذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً ) سورة الحج الآية 58.

ـ ( وَالذِينَ أَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ ) سورة الأنفال الآية 75.

أسئلة المناقشة:

1 ) ما هي أهمّ العوامل التي تساعد على ارتفاع عدد المواليد ؟

2 ) ما هي أسباب الهجرة ؟

3 ) كيف نظّم القرآن الكريم الحركة السكانية ؟



الدرس التاسع:

جدلية الحقوق والحريات المدنية في القرآن الكريم

تمهيد:

قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) سورة الإسراء الآية 70.

وهذا التكريم يتم بالحفاظ على جميع حقوق الإنسان، فللإنسان حق الحياة وحق الكرامة وحق التصرف وحق الحرية وحق الارتقاء الروحي والمادي...

مفهوم الحقوق في القرآن الكريم:

القرآن احترم الإنسان وكرمه من حيث هو إنسان، ومن مظاهر هذا التكريم، أن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وسخر له ما في السماوات والأرض جميعا منه، ووهبه القوى العقلية، والنفسية، والروحية، ليعمّر هذا الكوكب الأرضي، وجعله خليفة عنه في إقامة الحق والعدل. ولا يتم هذا التكريم إلا إذا روعيت جميع حقوق الإنسان. لأجل ذلك دعا القرآن الكريم جميع الناس إلى الاجتماع والاتفاق على احترامها فقال الله تعالى: ( قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوِا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) سورة آل عمران الآية 64.

الحقوق التي ضمنها القرآن للإنسان:

المعاملة المثلى للناس تقوم على إعطائهم حقهم كاملا مع اجتناب كل ما يصيبهم من ضرر. والحقوق التي ضمنها القرآن للإنسان تقوم على العدل المطلق والمساواة بين الجميع، قال الله تعالى: ( إِنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَّكَّرُونَ ) سورة النحل الآية 90.

* وحقوق الإنسان في القرآن أنواع منها:

ـ حق الحياة: قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ التِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ) سورة الأنعام الآية 151.

قدس الإسلام الحياة، واعتبر الحياة هبة من الله لا يجوز أن يسلبها غيره. فيجب أن يتوفر الأمن لجميع الناس بغض النظر عن دينهم أو جنسهم.

ـ حق الكرامة: ( إِنَّ الذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلَاتِ المُؤمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) سورة النور الآية 23.

أكد الإسلام حرمة العرض والكرامة للإنسان، فلا يجوز للإنسان أن يؤذى في حضرته ولا يهان في غيبته، سواء كان هذا الإيذان للجسم بالفعل أم للنفس بالقول.

ـ حق التدين والاعتقاد: قال الله تعالى: ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ ) سورة البقرة الآية 256.

وتتمثل هذه الحرية في عدم إكراه أحد على ترك دينه، أو إكراهه على عقيدة معينة. فمن حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائرهم الدينية، وأن يأكلوا ويشربوا ما أباحه لهم دينهم مع التزام الأدب العام.

ولا نعنى من ذلك كله الارتداد عن الإسلام، فالله تعالى قال: ( إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا بَعَدَ إِيمَانَهُمْ ثُمَّ اِزْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالُّونَ ) سورة آل عمران الآية 90.

ـ حق الرأي: قال الله تعالى: ( قُلُ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) سورة يونس الآية 101.

وحرية الرأي تتناول حرية التفكير والتعبير، سواء كان التعبير باللسان أو بالقلم.

ـ الحرية العدل والمساواة: قال الله تعالى: ( وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) سورة المائدة الآية 8.

وهذا الحق يتطلب التسوية في المعاملة وفي القضاء وفي الحقوق وملكيات الأموال، وغيرها.

أسئلة المناقشة:

1) ما هي حقوق الإنسان في الإسلام ؟

2) ما الفرق بين حقوق الإنسان في الإسلام وبين حقوق الإنسان في النظام العالمي ؟



الدرس العاشر:

مفهوم الأمن في القرآن الكريم



أهمية الأمن النفسي والغذائي:

لقد صاح الإسلام منذ طلع فجره وأشرف نوره في آفاق الدنيا يدعو إلى الأمن والسلام، قال الله تعالى: ( وَإِنَ أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ اَسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) سورة التوبة الآية 6.

إن الإسلام يحب الحياة ويقدسها، ويحبب الناس فيها، ويرسم الطريق المثلى لتعيش الإنسانية متجهة إلى غاياتها من الرقي والتقدم تحت ظلال الأمن والسلم.

فالأمن بنوعيه ( النفسي والغذائي ) ضروري لاستقرار الحياة وتعمير الأرض، قال الله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) سورة إبراهيم الآية 35.

وقال عز وجل: ( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيْتِ الذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ) سورة قريش الآية 3/4.

وقال جل وعلا: ( وَعَدَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَعَمِلُوا الصَّالحِاَتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الذِينَ مِنْ قَبْلِهِم وَلَيُمَكِنَّنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمُ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) سورة النور الآية 55.

أسباب الأمن:

لقد وضع القرآن الكريم الأسباب التي نلمسها في تشريعاته وأحكامه والتي تساهم بقدر كبير في توفير الأمن للأفراد والجماعات، فوضع لذلك أنظمة عظيمة لتوفير جميع متطلبات الإنسان، كنظام الزكاة قال الله تعالى: ( خُذْ مِنَ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) سورة التوبة الآية 103، وغيرها..

وحارب كل ما يخل بالأمن فوضع عقوبة القصاص قال الله تعالى: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى ) سورة البقرة الآية 178، وغيرها..

الكفر بنعمة الأمن يسبب فقدانها:

يقول الله تعالى: ( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) سورة إبراهيم الآية 7، شكران الله المنعم على نعمائه وآلائه من العوامل التي تحافظ على النعمة واستمرارها والزيادة فيها قال عز وجل: ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَاءً غَدَقاً ) سورة الجن الآية 16. وقل الله عز وجل: ( فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمُ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمُ أَنْهَاراً ) سورة نوح الآية 11/12.

أما كفران النعمة فلا شك أنه يسبب فقدانها وزوالها، قال تعالى: ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتَ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) سورة النحل الآية 112.

أسئلة المناقشة:

1) هل النظام الإسلامي يسعى لتحقيق الأمة ؟ بين ذلك.

2) ما هي الوسائل التي يعتمد عليها الأفراد المجتمع لتوفير الأمن والحفاظ عليه ؟
 
عودة
أعلى