كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك | منتديات الدراسة الجزائرية

كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك

كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك


رذيلة الحسد قديمة على الأرض قِدَم الإنسان نفسه.

ما إن تكتمل خصائص العظمة في نفس، أو تتكاثر مواهب الله لدى إنسان حتى ترى كل محدود أو منقوص يضيق بما رأى، ويطوي جوانحه على غضب مكتوم، ويعيش منغصاً لا يريحه إلا زوال النعمة، وانطفاء العظمة، وتحقق الإخفاق.
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
إن الدميم يرى في الجمال تحدّياً له، والغبي يرى في الذكاء عدواناً عليه، والفاشل يرى في النجاح إزراءً به، وهكذا!!

فماذا يفعل النوابغ والمبرزون ليريحوا هذه الطبائع المنكوسة؟

إن الحال في كل زمان تحتاج إلى أمداد سريعة من المساندة أو العزاء لتعيد إلى الموهوبين ثقتهم بأنفسهم، وتشجعهم على المضي في طريقهم دون يأس أو إعياء.

وذلك لكثرة ما يصيبهم من تعويق المثبطين وإيذاء الناقمين والشامتين.

أجل، إنهم في حاجة لأن يقال لهم: لا تأسوا، فإن ما تتوجسون من نقد أو تجاهل هو كِفاء ما أوتيتم من طاقة ورسوخ.
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
قال (ديل كارنيجي): (كثير من الناس يجدون تشفّياً في اتهام شخص يفوقهم ثقافة أو مكانة أو نجاحاً، مثلا ذلك أنني تسلمتُ رسالة من سيدة تصبّ فيها جام نقمتها على (جنرال وليم بوث) مؤسس جيش الخلاص.

وكنت قبل ذلك قد أذعتُ حديثاً في الراديو أمتدح فيه الرجل وأثني على جهوده.

وقد كتبتْ إليّ هذه السيدة تقول: إن الجنرال بوثاً اختلس ثمانية ملايين دولار من المساعدات التي جمعها للفقراء والمساكين.

والحق أن التهمة سخيفة، وهذه المرأة ما كانت تستهدف الواقع، وإنما كانت تبغي النيل من رجل عظيم، رجل أرفع منها بمراحل.

وقد ألقيتُ برسالتها في سلّة المهملات، وحمدتُ الله على أني لستُ زوجاً لهذه المرأة).
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
ومنذ أربعة عشر قرناً ظهر محمد بن عبد الله في العرب وكان أصحاب الرياسات الدينية المبجَّلة من الأحبار والرهبان قد أحسّوا نبأه، والتقّوا به ليستوثقوا من صدق دعوته وصحة رسالته.

ولم يحتج الأمر إلى طول تمحيص، فسرعان ما أيقن القوم أنهم أمام رسول من رب العالمين، يجب أن يؤمنوا به، وأن ينضموا إليه.^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^

بيد أنهم طوَوا أنفسهم على هذه الحقيقة، وكرهوا - عن تجاهل لا عن جهل - أن يذكروها بَلْه أن ينشروها!! {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (1). (1) البقرة - 146.
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
ولم ذلك الكتمان؟ حفيظةُ ذوي النفوس الدنيئة عندما تلمح دلائل العظمة والمجد قد ساقتها الأقدار إلى إنسان!!

هو الحسد!!

ولستُ أعرف منظراً أشوه ولا أقبح من كاهن أو واعظ يتحدث عن الله بلسانه، ومن وراء أرديته الفضفاضة ووظيفته الدينية نفسٌ ترتع فيها جراثيم الأنانية الصغيرة والتطلع الخسيس.

{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} (1). (1) البقرة - 109.

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} (2). (2) النساء - 54.

{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (3). (3) البقرة - 90.
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
و (ديل كارنيجي) يفضح بعض خبايا هذه الغَيْرة الشخصية بقوله: (في سنة 1862 كسب الجنرال (جرانت) لجيوش الشمال - في الحرب الأهلية الأمريكية - معركة حاسمة، وبهذا غدا معبود الجماهير في يوم وليلة وتجاوبت أصداءهذا النصر في أوروبا نفسها.

ولم تكد تمضي ستة أسابيع على هذا الفوز حتى قُبض على (جرانت) وانتزع جيشه منه.

وبكى القائد المقهور من فرط الإذلال واليأس كما يبكي الطفل، لكن لماذا قبض عليه؟ لأنه أثار حسد رؤسائه، وأهاج غَيْرتهم).
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
إن النجاة من ظلمات الحياة ومظالم الناس وأحقادهم ليست بالأمر السهل.

لا بد لها من أضواء يبعثها رب الفلق الذي يستطيع وحده أن يمحو آية الليل بآية النهار!!

وقد أمرنا الله أن نستعيذ به من شرور الحاسدين، كما نستعيذ به من شر الليل الغاسق، ومن صنوف الأذى كلها، سواء حملتها هامّة أو دابة أو إنسان.

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (1) سورة الفلق.).
^^كلما زاد النقد الجارح لك .. زاد قدرك ..^^
ومع أن أنبياء الله أكبر من أن يفقدوا ثقتهم بأنفسهم أمام سيل التكذيب والاتهام الذي يرميهم به الحاسدون والكافرون، فإنهم احتاجوا في كل لحظة إلى معونة الله وتثبيته، حتى لا يؤثر فيهم استخفاف أو تحقير {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (1). (1) الروم - 60.
{ ... وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} (2). (2) هود - (38 -39 )
 
الحسود لا يسود مهما طال الزمن .فيصبح مكروها من الجميع
بوركت أختي الفاضلة موضوعك في محله خصوضا مع مشاكل التي تمر حاليا بالمنتدى.بوركت
 
عندك الحق أختي زهرة وأنا تعمدت الرد على هذا الموضوع هو موجه له وخصيصا للحاسدين والحاقدين.
رب العالمين يجلس على كرسي العرش يحكم بالحق.
 
موضوع رائع "بعض الناس مهما كنت رائعا معهم لمن يكرهونك ويذمونك وينتقدونك لاسباب لا تعرفها فلا تنزعج فبعض الناس مجرد افواه ناطقة فياليتهم يدركون انهم غافلون" وايضا كيما قال مجيد الحسود لا يسود
 
عودة
أعلى