توجيهات هامة في الادارة المدرسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض النصائح لمديري المدارس
نأمل منكم الاطلاع على توجيهات الأعوام السابقة وخاصة فيما يتعلق بالأتي :ـ
1_ تأصيل التربية الوطنية في نفوس الناشئة لتنمية الاعتزاز بالدين والانتماء للوطن والحب والولاء لولاة الأمر.
2_ مدارسنا ودورها في محاربة الانحرافات الفكرية.
3- كيفية نشر ثقافة الحوار الهادف في مدارسنا.
……إلى من أرتضى لنفسه رسالة التربية والتعليم .وأنعم وأكرم بها من رسالة إلى الأستاذ الذي كلف بإدارة مؤسسة تربوية . تنمي العقول ، وتهذب النفوس، وتبني شخصية الفرد على أسس من العقيدة والمبادىء السامية. إلى مدير ووكيل المدرسة نهدي هذه التوجيهات حول إدارة الذات . ونحن نعلم أنها لم تأتي بجديد ولكن النفس البشرية تحتاج للمزيد.فإن كنت أخي المدير تمارس ما نصت عليه التوجيهات ممارسة عملية فاعتبرها بمثابة التعزيز . وإن وجدت بها ما يهمك فهي أولى أن تحظى منك بالعناية والتركيز
أخي مدير ووكيل المدرسة إن أول طريق النجاح في الحياة هو نجاحك في إدارة ذاتك والتعامل مع نفسك بفاعلية ، وإن الفشل مع النفس يؤدي غالباً إلى الفشل في الحياة عموماً وربما إلى الفشل في الآخرة والعياذ بالله ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ .
والتغيير قد يكون إيجابياً للأفضل، وقد يكون سلبياً للأسوأ، وقد يظهر لنا أن بعض الناس نجح في الحياة وإن فشل في إدارة ذاته .
والحقيقة إن ذلك وهم خادع وطلاء ظاهر تحته الشقاء والتعاسة التي ستنكشف عند أول هزة ، وبئس النجاح المزعوم الذي في داخل صاحبه غياهب من الشقاء وأكداس من التعاسة وإن مرحت بصاحبه المراكب الفارهة وتبوأ في نظر الناس المناصب العالية أو امتلك الثروات الطائلة .
وإليك أيها الزميل الكريم بعض القواعد العامة التي إذا حولها الإنسان إلى عمل في حياته تحقق له بإذن الله مايمكن أن نطلق عليه إدارة الذات بفعالية :
1) أد حقوق الله ــ سبحانه وتعالى ــ عليك ، واستعن به فيما ينوبك من أمور الحياة ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ لان الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له أمور حياته ، وإذا تعرف الإنسان إلى ربه وقت الرخاء وجده وقت الشدة (احفظ الله يحفظك) ومن ضيع حقوق ربه فهو لما سواها أضيع ﴿ نسوا الله فنسيهم ﴾ . ورحم الله القائل: ( في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الفرار إليه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ). كن مع الله يكن معك ، وحينئذ فلن يخيب سعيك إن شاء الله.
2) املأ ذهنك بالتفاؤل وتوقع النجاح بإذن الله، وليكن الاستبشار دائماً مسيطراً على فكرك وشعورك (بشروا ولا تنفروا).
3) عود نفسك على أن تكون أهدافك في كل عمل تقوم به سامية واضحة.
4) الزم نفسك بالتخطيط لأمور حياتك المختلفة وابتعد عن الفوضى والارتجالية في أعمالك قدر الإمكان ، ونظم جهدك واتجه لهدف واضح محدد واحذر الفوضى في مسيرتك لهدفك .
5) حول خططك في السعي نحو أهدافك إلى عمل ملموس وواضح حي ، وابتعد عن التسويف والبطالة .
6) احذر من ضياع شيء من وقتك دون عمل فهو ضياع الحياة ، واحرص على أن تتقدم نحو أهدافك كل يوم ولو خطوة واحدة ، فمن سار على الدرب وصل .
7) نظم أمورك بكتابة مواعيدك والتزاماتك والتعود على حفظها ، وكذلك تنظيم وتصنيف أشيائك في منزلك ومكتبك وسيارتك وغيرها بطريقة مناسبة تسهل عليك التعامل معها .
8) قاوم محاولات النفس للهروب من الأعمال الجادة المهمة إلى المتعة واللهو باستمرار.
9) لا تنس أن الأعمال أكثر من الأوقات ، وحينئذ فإياك أن تضيع أوقاتك في التوافه من الأمور بل قدم الأهم من الأعمال على ما سواه .
10) ليكن شعارك المبادرة والمسارعة إلى كل خير ومفيد فما مضى لا يعود أبدا والحياة سباق وهي أقصر من أن تنتظر أو تؤجل أو تسوف فيها
11) إذا رأيت من عاداتك سيئا أو معوقاً عن التقدم لأهدافك فعالجه أو استبدله بخير منه ، و لا يكن للعادات عليك من سلطان إلا بقدر ما فيها من حق ونفع ، والعادة هي ما يفعله الإنسان بصورة آلية متكررة دون جهد فكري أو مشقة بدنية ، والعادات مكتسبة ، ولذلك يمكن تغييرها واستبدالها عند الحاجة لذلك ، وإن كان في الأمر مشقة ، فمن عود نفسه فعل الخير والعمل والإنتاج اعتاد ذلك ، ومن عودها الفساد في الأرض أوالبطالة والكسل والخمول اعتاد ذلك .
12) اجعل القيم والمبادئ الاعتقادية فوق المساومات ، ولتكن موجهة لكل نشاط في حياتك ، وإن لم تكن كذلك والعياذ بالله فأنت من يحتقر نفسك وإن بجلك الآخرون ومدحوا .
)اجعل البحث عن الحق ديدنك ، واحذر النفاق بجميع صوره وأشكاله ، واصدع بكلمة الحق بأدب وعفه وصدق ونم في نفسك القدرة على الحسم عند مفترق الطرق بين الحق والباطل .
14)واجه نتائج أعمالك بشجاعة وصبر وثبات ومسئولية محتسباً كل مايصيبك عند ربك ، ولتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك رفعت الأقلام وجفت الصحف ، واحذر من كثرة الشكوى والضجر فهما من صفات الضعفاء شر مافي الرجل شح هالع وجبن خالع ﴿ إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب ﴾ الزمر10 .
15)لا تجعل شخصيتك كالزجاج الشفاف الذي يسهل كشف ما وراءه ومعرفة حقيقته ، لكل عابر سبيل ، ففي الحياة الكثير من الفضوليين والمتطفلين بل والأشرار ، واجعل لذلك بابا موثقا وحارسا أمنياً يأتمر بأمرك فيفتح ذلك في الوقت المناسب وبالقدر المناسب ولمن هو أهل لذلك ويغلق عند الحاجة لذلك . وهذا يستدعي منك أن تتمرن على ضبط مشاعرك وأحاسيسك وعدم الاسترسال في إبرازها ما لم يكن في ذلك مصلحة ، وأن تحتفظ بهدوئك ورباطة جأشك في المواقف المثيرة والجادة ، وأن تختار كلماتك بعناية ، وخلاصة القول ليكن التعبير عن اشتعال عواطفك مدروساً .
16)اجعل مثلك الأعلى وقدوتك الدائم محمداً _ صلى الله عليه وسلم _ إذ أنه هو الذي بلغ أعلى درجات الكمال الإنساني ، ولن تبحث عن حل لمشكلة في أي جانب من جوانب حياتك إلا وجدت ذلك الحل في سيرته العطرة _ صلى الله عليه وسلم _ وهذا يستدعي منك أن تكون دائم المطالعة لسيرته والبحث في طريقته .
17)تسلح بروح الفكاهة والمرح دائماً من غير إسفاف ولا مبالغة ، وإذا أدلهمت الخطوب فابتسم لها ، لأن الحزن والتقطيب منهكان للجسد مشوشان للفكر.
18)احذر من الخيال الجامح المحلق في سماء الأوهام كما تحذر من التشاؤم المفرط المحطم للآمال ، وكن وسطاً بين طرفين ، زاوج بين الخيال والواقع . وألجم نزوات العواطف بنظرات العقل ، وأنر أشعة العقل بلهب العواطف ، وألزم الخيال صدق الحقيقة والواقع ، واكتشف الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة .
19)لا تغرق في الكماليات فتهلك في الترف بل تزود من المتاع بما يكفيك في مسيرتك نحو أهدافك ، ولا يثقل على كاهلك (أخشوشنوا فإن النعم لاتدوم)، ومن أصبح أسير الشهوات والملذات صعب عليه تركها وأصبحت إرادته هشة ضعيفة .
20)أخيراً اعلم أن في كل إنسان صفات ضعف وصفات قوة وهو أعلم الناس بحقيقة نفسه ما لم يكابر أو يجهل ، فالعاقل الموفق هو من وجه حياته وعمله وتخصصه نحو ما فيه من صفات القوة ونأى بنفسه وحياته عن نقاط الضعف في شخصيته .فكم من جوهرة تخطف الأبصار بأصفى الأشعة وأبهاها مستكنة في أغوار المحيطات المظلمة ، وكم من زهرة استقامت على عودها في الصحراء مضيعة شذاها العطري مع سافيات البيداء ولو أكتشفت هذه وتلك لكان لهما شأن أخر .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض النصائح لمديري المدارس
نأمل منكم الاطلاع على توجيهات الأعوام السابقة وخاصة فيما يتعلق بالأتي :ـ
1_ تأصيل التربية الوطنية في نفوس الناشئة لتنمية الاعتزاز بالدين والانتماء للوطن والحب والولاء لولاة الأمر.
2_ مدارسنا ودورها في محاربة الانحرافات الفكرية.
3- كيفية نشر ثقافة الحوار الهادف في مدارسنا.
……إلى من أرتضى لنفسه رسالة التربية والتعليم .وأنعم وأكرم بها من رسالة إلى الأستاذ الذي كلف بإدارة مؤسسة تربوية . تنمي العقول ، وتهذب النفوس، وتبني شخصية الفرد على أسس من العقيدة والمبادىء السامية. إلى مدير ووكيل المدرسة نهدي هذه التوجيهات حول إدارة الذات . ونحن نعلم أنها لم تأتي بجديد ولكن النفس البشرية تحتاج للمزيد.فإن كنت أخي المدير تمارس ما نصت عليه التوجيهات ممارسة عملية فاعتبرها بمثابة التعزيز . وإن وجدت بها ما يهمك فهي أولى أن تحظى منك بالعناية والتركيز
أخي مدير ووكيل المدرسة إن أول طريق النجاح في الحياة هو نجاحك في إدارة ذاتك والتعامل مع نفسك بفاعلية ، وإن الفشل مع النفس يؤدي غالباً إلى الفشل في الحياة عموماً وربما إلى الفشل في الآخرة والعياذ بالله ﴿ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾ .
والتغيير قد يكون إيجابياً للأفضل، وقد يكون سلبياً للأسوأ، وقد يظهر لنا أن بعض الناس نجح في الحياة وإن فشل في إدارة ذاته .
والحقيقة إن ذلك وهم خادع وطلاء ظاهر تحته الشقاء والتعاسة التي ستنكشف عند أول هزة ، وبئس النجاح المزعوم الذي في داخل صاحبه غياهب من الشقاء وأكداس من التعاسة وإن مرحت بصاحبه المراكب الفارهة وتبوأ في نظر الناس المناصب العالية أو امتلك الثروات الطائلة .
وإليك أيها الزميل الكريم بعض القواعد العامة التي إذا حولها الإنسان إلى عمل في حياته تحقق له بإذن الله مايمكن أن نطلق عليه إدارة الذات بفعالية :
1) أد حقوق الله ــ سبحانه وتعالى ــ عليك ، واستعن به فيما ينوبك من أمور الحياة ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ لان الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين ربه أصلح الله له أمور حياته ، وإذا تعرف الإنسان إلى ربه وقت الرخاء وجده وقت الشدة (احفظ الله يحفظك) ومن ضيع حقوق ربه فهو لما سواها أضيع ﴿ نسوا الله فنسيهم ﴾ . ورحم الله القائل: ( في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به ، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ، وفيه قلق لا يسكنه إلا الفرار إليه ، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ). كن مع الله يكن معك ، وحينئذ فلن يخيب سعيك إن شاء الله.
2) املأ ذهنك بالتفاؤل وتوقع النجاح بإذن الله، وليكن الاستبشار دائماً مسيطراً على فكرك وشعورك (بشروا ولا تنفروا).
3) عود نفسك على أن تكون أهدافك في كل عمل تقوم به سامية واضحة.
4) الزم نفسك بالتخطيط لأمور حياتك المختلفة وابتعد عن الفوضى والارتجالية في أعمالك قدر الإمكان ، ونظم جهدك واتجه لهدف واضح محدد واحذر الفوضى في مسيرتك لهدفك .
5) حول خططك في السعي نحو أهدافك إلى عمل ملموس وواضح حي ، وابتعد عن التسويف والبطالة .
6) احذر من ضياع شيء من وقتك دون عمل فهو ضياع الحياة ، واحرص على أن تتقدم نحو أهدافك كل يوم ولو خطوة واحدة ، فمن سار على الدرب وصل .
7) نظم أمورك بكتابة مواعيدك والتزاماتك والتعود على حفظها ، وكذلك تنظيم وتصنيف أشيائك في منزلك ومكتبك وسيارتك وغيرها بطريقة مناسبة تسهل عليك التعامل معها .
8) قاوم محاولات النفس للهروب من الأعمال الجادة المهمة إلى المتعة واللهو باستمرار.
9) لا تنس أن الأعمال أكثر من الأوقات ، وحينئذ فإياك أن تضيع أوقاتك في التوافه من الأمور بل قدم الأهم من الأعمال على ما سواه .
10) ليكن شعارك المبادرة والمسارعة إلى كل خير ومفيد فما مضى لا يعود أبدا والحياة سباق وهي أقصر من أن تنتظر أو تؤجل أو تسوف فيها
11) إذا رأيت من عاداتك سيئا أو معوقاً عن التقدم لأهدافك فعالجه أو استبدله بخير منه ، و لا يكن للعادات عليك من سلطان إلا بقدر ما فيها من حق ونفع ، والعادة هي ما يفعله الإنسان بصورة آلية متكررة دون جهد فكري أو مشقة بدنية ، والعادات مكتسبة ، ولذلك يمكن تغييرها واستبدالها عند الحاجة لذلك ، وإن كان في الأمر مشقة ، فمن عود نفسه فعل الخير والعمل والإنتاج اعتاد ذلك ، ومن عودها الفساد في الأرض أوالبطالة والكسل والخمول اعتاد ذلك .
12) اجعل القيم والمبادئ الاعتقادية فوق المساومات ، ولتكن موجهة لكل نشاط في حياتك ، وإن لم تكن كذلك والعياذ بالله فأنت من يحتقر نفسك وإن بجلك الآخرون ومدحوا .
)اجعل البحث عن الحق ديدنك ، واحذر النفاق بجميع صوره وأشكاله ، واصدع بكلمة الحق بأدب وعفه وصدق ونم في نفسك القدرة على الحسم عند مفترق الطرق بين الحق والباطل .
14)واجه نتائج أعمالك بشجاعة وصبر وثبات ومسئولية محتسباً كل مايصيبك عند ربك ، ولتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك رفعت الأقلام وجفت الصحف ، واحذر من كثرة الشكوى والضجر فهما من صفات الضعفاء شر مافي الرجل شح هالع وجبن خالع ﴿ إنما يوفى الصبرون أجرهم بغير حساب ﴾ الزمر10 .
15)لا تجعل شخصيتك كالزجاج الشفاف الذي يسهل كشف ما وراءه ومعرفة حقيقته ، لكل عابر سبيل ، ففي الحياة الكثير من الفضوليين والمتطفلين بل والأشرار ، واجعل لذلك بابا موثقا وحارسا أمنياً يأتمر بأمرك فيفتح ذلك في الوقت المناسب وبالقدر المناسب ولمن هو أهل لذلك ويغلق عند الحاجة لذلك . وهذا يستدعي منك أن تتمرن على ضبط مشاعرك وأحاسيسك وعدم الاسترسال في إبرازها ما لم يكن في ذلك مصلحة ، وأن تحتفظ بهدوئك ورباطة جأشك في المواقف المثيرة والجادة ، وأن تختار كلماتك بعناية ، وخلاصة القول ليكن التعبير عن اشتعال عواطفك مدروساً .
16)اجعل مثلك الأعلى وقدوتك الدائم محمداً _ صلى الله عليه وسلم _ إذ أنه هو الذي بلغ أعلى درجات الكمال الإنساني ، ولن تبحث عن حل لمشكلة في أي جانب من جوانب حياتك إلا وجدت ذلك الحل في سيرته العطرة _ صلى الله عليه وسلم _ وهذا يستدعي منك أن تكون دائم المطالعة لسيرته والبحث في طريقته .
17)تسلح بروح الفكاهة والمرح دائماً من غير إسفاف ولا مبالغة ، وإذا أدلهمت الخطوب فابتسم لها ، لأن الحزن والتقطيب منهكان للجسد مشوشان للفكر.
18)احذر من الخيال الجامح المحلق في سماء الأوهام كما تحذر من التشاؤم المفرط المحطم للآمال ، وكن وسطاً بين طرفين ، زاوج بين الخيال والواقع . وألجم نزوات العواطف بنظرات العقل ، وأنر أشعة العقل بلهب العواطف ، وألزم الخيال صدق الحقيقة والواقع ، واكتشف الحقائق في أضواء الخيال الزاهية البراقة .
19)لا تغرق في الكماليات فتهلك في الترف بل تزود من المتاع بما يكفيك في مسيرتك نحو أهدافك ، ولا يثقل على كاهلك (أخشوشنوا فإن النعم لاتدوم)، ومن أصبح أسير الشهوات والملذات صعب عليه تركها وأصبحت إرادته هشة ضعيفة .
20)أخيراً اعلم أن في كل إنسان صفات ضعف وصفات قوة وهو أعلم الناس بحقيقة نفسه ما لم يكابر أو يجهل ، فالعاقل الموفق هو من وجه حياته وعمله وتخصصه نحو ما فيه من صفات القوة ونأى بنفسه وحياته عن نقاط الضعف في شخصيته .فكم من جوهرة تخطف الأبصار بأصفى الأشعة وأبهاها مستكنة في أغوار المحيطات المظلمة ، وكم من زهرة استقامت على عودها في الصحراء مضيعة شذاها العطري مع سافيات البيداء ولو أكتشفت هذه وتلك لكان لهما شأن أخر .
التعديل الأخير: