[فلسفة] - هل السلوك الاخلاقي ينافي السلوك الطبيعي او بصيغة اخرى هل تتعارض القيم الأخلاقية مع الدوافع الطبيعية | منتديات الدراسة الجزائرية

[فلسفة] هل السلوك الاخلاقي ينافي السلوك الطبيعي او بصيغة اخرى هل تتعارض القيم الأخلاقية مع الدوافع الطبيعية

[]هل تتعارض القيم الأخلاقية مع الدوافع الطبيعية
المقدمة: علم الأخلاق علم معياري يهتم بدراسة ما ينبغي أن يكون عليه سلوك الإنسان و يتم ذلك عن طريق إضفاء القيمة إلي أفعال الإنسان إما استحسانها أو باستهجانها استنادا إلي معياري الخير والشر، لكن ما يثير التساؤل هو ما مصدر تقييمنا الأخلاقي هل هي المنفعة أو العقل
التوسيع الموقف1: يري أنصار الاتجاه النفعي أن المصدر الوحيد لتقيمنا الأخلاقي هو المنفعة فالخير ما ينفعنا والشر مايضرنا فالقيم الأخلاقية لا تتعارض مع الدوافع الطبيعية لان الطبيعة البشرية تنشد اللذة و المنفعة وتنفر من الألم و المضرة فقيمة الأفعال الأخلاقية تكمن في الأثر على الذات وكان أول الداعين إلى ذلك الفيلسوف اليوناني أريستي يوس 366ف م 443 فم ففي اعتقاده يكون العمل خيرا بمقدار ما فيه من لذات ويكون شرا بمقدار ما فيه من الألم إن اللذة هي خير الأعظم فهي مقياس القيم جميعا هذا صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء وفي نفس الإطار يدعو ابيكور 261 341 إلى ضرورة الاكتفاء اللذات الطبيعية التي هي في متناول الفرد والتي تحقق له العيش الكريم والتي لا يعقبها الم وحديثا حمل برمي بينتام 1748 1832 الشعار التالي (الخير هو تحقيق اكبر قدر ممكن المنفعة و السعادة لصاحبها ) ووضع مقياسا لحساب المنافع: اليقين – الشدة- الخصوبة –المدة-النقاء –الامتداد و يرفض بينتام عمل الخير الذي لا يرتبط بمنفعة لصاحبه فيقول(فأحساني إلي المعوزين يكتسب مشروعيته بما يترتب عليه من منفعة لي ) إلا بما يتحقق من إلزام مناف للطبيعة البشرية و علي نفس المنوال دعي جون استوارت مل إلي اعتبار الخير تحقيق اكبر قدر ممكن من المنفعة و السعادة لأكبر عدد من الناس
النقد: لا شك أن الدعوي إلي مراعاة المنافع و الربط بين النتائج و الأفعال فيه اعتراف بقيمة الجانب المادي و الحسي من الإنسان و ضرورة إشباعه إلا أن اعتبار المنفعة المصدر الوحيد قد يؤدي إلي تصادم الأفراد نتيجة تعارض منافعه و مصالحه مما يترتب عنه انتشار الفوضى و الفوضى وفي ذلك إلغاء لمشروعية الأخلاق برمتها
الموقف2: أما النزعة العقلية تري ضرورة اعتماد العقل كمعيار للتمييز بين الخير والشر ويعتقد إيمانويل كانت أن قيمة الأفعال الأخلاقية تكمن في مبادئها العقلية الصادرة عن الإرادة العاقلة الخيرة في حد ذاتها و التي تستمد خيريتها من المقاصد و الغايات وبذلك يرفض أن تكون قيمة الأفعال الأخلاقية كامنة في نتائجها و التي يجب أن تبنى علي الواجب المنزه و هو الذي ينطلق من النية الطيبة التي تعمل بالقانون القطعي(اعمل الفعل لذاته).(عليك بالصدق فالصدق مطلوب في حد ذاته) والذي يعمل وفق القواعد التالية: قاعدة التعميم(اعمل كما لو كنت تريد أن يصبح عملك قانونا عاما للطبيعة) قاعدة الغائية(اعمل بحيث تعامل الإنسانية في شخصك و في الآخرين علي أنها غاية لا وسيلة) قاعدة الحرية (اعمل دائما علي نحو يمكن أن تعتبر نفسك في الوقت ذاته مشرعا و منفذا في جمهورية الأشخاص الأحرار العقلاء)
النقد: لا شك أن الدعوة إلي إقامة الأخلاق علي أساس الفعل تكريم لبني البشر و الرفع من شأنهم، لكن الدعوة إلي إقامة الأخلاق علي أساس الفعل فقط الثقة المطلقة فيه ليس لها ما يبررها علي أساس أن العقل قد يكون قاصرا و عاجزا علي إدراك بعض الأمور أحيانا، بالإضافة إلي أن كانت قد افرغ الأخلاق من محتواها و جعلها مثالية جافة لا تراعي واقع الإنسان و لا عاطفته و مشاعره
التركيب: بعد استعراضنا لكلا الموقفين يتبين لنا أحادية نظرة كل منهما إلي مصدر القيمة الأخلاقية، وعليه لا يمكن إقامتها علي أساس المنفعة فقط و لا علي أساس العقل فقط و إنما الأخلاق تأسس علي نوازع الفطرة الإنسانية السليمة و التي تستجيب لنداء الفعل النير و تراعي الإجماع الإنساني
الخاتمة:و ما نخلص إليه في الأخير أن الأخلاق تقوم علي أسس عدة و متفاعلة و عليه لا يمكن القول أن الأخلاق تقوم علي العقل وحده او المنفعة وحدها ::
 
عودة
أعلى